كتاب فتح الودود في شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ، صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنْبِلَهُ. وَارْمُوا، وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا. لَيْسَ مِنَ اللَّهْوِ إِلَّا ثَلَاثٌ: تَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتُهُ أَهْلَهُ، وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ وَنَبْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ مَا عَلِمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ، فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ تَرَكَهَا «، أَوْ قَالَ»
===
اسم فاعل من أنبله بالتشديد أو أنبله إذا ناوله النبل ليرمي به، والمراد: من يقوم بجنب الرامي أو خلافه يناوله النبل واحدًا بعد واحد أو يرد عليه النبل المرمي به، ويحتمل أن المراد: من يعطي النبل من ماله تجهيزًا للغازي وإمدادًا له.
"وأن ترموا" مثل: (وَأَنْ تَصُومُوا} (¬1) "ليس من اللهو" أي الله والمشروع أو المباح أو المندوب أو نحو ذلك، فهي على حذف الصفة مثل: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ} (¬2) أي صالحة أو التعريف، وقال الخطابي: أي ليس المباح من اللهو إلا ثلاث (¬3) ورده السيوطي بأن فيه حذف اسم ليس ولم يجوزه النحاة.
قلت: ويلزم أيضًا أن يكون "ثلاث" بالنصب ويمكن الجواب بأن مراده بيان لحاصل المعنى، وأما التقدير فكما ذكرنا، واختار السيوطي أن لفظ الحديث كما في رواية الترمذي وهو: "كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رميه (¬4) بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبة امرأته فإنهن من الحق" (¬5) ورواية الكتاب من تصرفات
¬__________
(¬1) سورة البقرة: آية (184).
(¬2) سورة الكهف: آية (79).
(¬3) معالم السنن: 2/ 242.
(¬4) بالأصل (رمية).
(¬5) الترمذي في فضائل الجهاد (1637) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

الصفحة 31