كتاب فتح الودود في شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ
2598 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ».
===
بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ

2598 - "أنت الصاحب" المعين، و"الخليفة" الكافي، "من وعثاء السفر" بفتح واو وسكون عين مهملة ومثلثة ومد أي شدته ومشقته "وكآبة المنقلب" بفتح كاف وهمزة ممدودة أو ساكنة كرآفة ورأفة، في القاموس هي: الغم وسوء الحال والانكسار من حزن (¬1)، و"المنقلب" مصدر بمعنى الانقلاب أو اسم مكان، قال الخطابي: معناه أن ينقلب إلى أهله كئيبًا حزينًا لعدم قضاء حاجته أو إصابة آفة له أو يجدهم مرضى أو مات منهم بعضهم (¬2)، والمراد: "بسوء المنظر": كل منظر يعقب النظر إليه سوءًا "اطو لنا الأرض" صيغه أمر من الطي، أي قربها لنا وسهل السير فيها حتى لا يطول علينا، فكأنه قد طويت كذا قيل، ولا يعد في الحمل على الطي حقيقة لكن المطلوب التسهيل لا ذلك الطي ولو مع التشديد، نعم ذلك عادة من أسباب التسهيل فطلبه غير مستبعد والله تعالى أعلم.
¬__________
(¬1) القاموس المحيط: 1/ 125 مادة (الكاب).
(¬2) معالم السنن: 2/ 258.

الصفحة 79