كتاب فتح الودود في شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».

بَابٌ فِي سُكْنَى الشَّامِ
2482 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ
===
إفساد، و"المهاجر" أي الكامل "من هجر" أي ترك؛ فإن ترك الوطن مع ارتكاب المحرم لا ينفع وترك المحرم نافع في أي مكان كان.
بَابٌ فِي سُكْنَى الشَّامِ

2482 - "ستكون هجرة بعد هجرة" أي سيكون تفرق في العباد والبلاد وترك الأوطان والانتقال إلى بلاد الغربة، فالمراد التكرير وقيل: المعنى: ستكون هجرة إلى الشام بعد هجرة كانت إلى المدينة، وعلى هذا فحق الثانية التعريف وإنما نكرت لموافقة الأولى، "مهاجر إبراهيم" بضم ميم وفتح الجيم أي موضع هاجر إليه وهو الشام، ولعل المراد به ما يشمل المدينة أيضًا والله تعالى أعلم، قيل: ونصبه على الظرفية لأن اسم التفضيل لا يعمل في المفعول به.
قلت: يمكن أن يكون نصبه بمحذوف أي يلزمون مهاجر إبراهيم كما قالوا في قوله تعالى: {أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ} (¬1) فتأمل. "تلفظهم" بكسر الفاء ترميهم، "أرضوهم" بفتح الراء جمع أرض بالواو والنون كأنها تستنكف عنهم؛ "تقذرهم
¬__________
(¬1) سورة الأنعام: آية (117).

الصفحة 8