كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

توفي في ربيع الأول، سنة إحدى عشرة وخمس مئة بالموصل.
* * *

194 - أبو محمد عبد الله بن أبي السريِّ التميميِّ محمد بن هبة الله ابن مطهر بن أبي عصرون، الحديثيُّ الموصليُّ: الفقيه الشافعي، كان من أعيان الفقهاء وفضلاء عصره، وممن سار ذكره، وانتشر أمره، وله المصنفات النافعة، وتقدم عند نور الدين صاحبِ الشام، وبنى له المدارس بحلب وحماة وحمص وبعلبك، وغيرِها، وتولى القضاء بسنجار، ونصيبين، وحران، وغيرِ ذلك.
وفي سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة عاد إلى دمشق، وتولى القضاء بها، ثم عمي في أواخر عمره قبل موته بعشر سنين، وابنه محيي الدين محمد ينوب عنه، وهو باقٍ على القضاء، ومن شعره:
أُؤَمِّلُ وَصْلًا مِنْ حَبِيبٍ وَإِنَّنَي ... عَلَى ثِقَةٍ عَمَّا قَلِيلٍ أُفَارِقُهْ
تَجَارَى بِنَا خَيْلُ الحِمَامِ كَأَنَّمَا ... يُسَابِقُنِي نَحْوَ الرَّدَى وَأُسَابِقُهْ
فَيَا لَيْتَنَا مِتْنَا مَعًا ثُمَّ لَمْ يَذُقْ ... مَرَارَةَ فَقْدِي لَا وَلَا أَنَا ذَائِقُهْ
ولد يوم الاثنين، الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول، سنة اثنتين

الصفحة 21