كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

198 - أبو العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، الخزاعيُّ: كان سيدًا نبيلًا، عالي الهمة شهمًا، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه، وكان واليًا على الدِّينَور، ثم أمره بالخروج إلى خراسان لمّا أحدثَ الخوارجُ في أعمال نيسابور الفسادَ، فتوجه، وحارب الخوارج، وقدم نيسابور في رجب، سنة خمس عشرة ومئتين.
وكان عبد الله ظريفًا، وله شعر مليح، فمن شعره:
تَتَّقِي سُخْطَنَا الأُسُودُ وَنَخْشَى ... سَخَطَ الخِشْفِ حِينَ يُبْدِي الصُّدُودَا
نَمْلِكُ العَبِيدَ ثُمَّ تَمْلِكُنَا البِيضُ ... المَصُوناَتُ أَعْيُنًا وَخُدُودَا
فَتَرَانَا يَوْمَ الكَرِيهَةِ أَحْرَا ... رَاً وَفِي السِّلْمِ لِلغَوَانِي عَبِيدَا
وكان عبد الله قد تولى الشّام والديار المصرية، والبطيخ العبدلاوي الموجود بمصر منسوب إلى عبد الله المذكور، وقد نُسب إليه؛ لأنه كان يستطيبه، وهو أول من زرعه هناك.
وتوفي في ربيع الأول سنة ثماني وعشرين ومئتين بمرو.
* * *

199 - عبد الله بن خُليد، مولى جعفر بن سليمان، أصله من الري،

الصفحة 25