كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

وله أشعار لطيفة، ومن شعره:
عَذِيرِيَ مِنْ فِتْيَةٍ بِالغَرَامِ ... قُلُوبُهُمُ بِالجَفَا قُلَّبُ
يَرَوْنَ العَجِيبَ كَلاَمَ الغَرِيبِ ... وقولُ القريب (¬1) فَلَا يُعْجِبُ
وَعُذْرُهُمُ عِنْدَ تَوْبِيخِهِمْ ... مُغَنِّيَةُ الحَيِّ لَا تُطْرِبُ
وله في مجالس الوعظ أجوبة نادرة.
فمن أحسن ما يحكى عنه: أنه وقع النزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعلي - رضي الله عنهما -، فرضي الكل بما يجيب به الشيخ أبو الفرج، فأقاما شخصًا يسأله عن ذلك، وهو على الكرسي، فلما سأله، قال: أفضلُهما من كانت ابنتُه تحته.
ونزل في الحال حتى لا يراجَع في ذلك.
فقالت السنيّة: هو أبو بكر، وقالت الشيعة: هو علي، وهذا من لطائف الأجوبة، ولو حصل هذا بعد التأني وإمعان النظر، كان في غاية الحسن، فضلًا عن البديهة.
ومحاسنه يطول شرحها.
ولد تقريبًا سنة ثمان أو عشر وخمس مئة، وتوفي ليلة الجمعة، ثالث عشر رمضان، سنة سبع وتسعين وخمس مئة.
وكان ولده محيي الدين أبو محمد يوسف محتسبَ بغداد.
¬__________
(¬1) في الأصل: "وطرد الغريب"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (3/ 141).

الصفحة 31