كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

وصنف في كل فن.
ولد في ثامن شهر المحرم، سنة تسع عشرة وأربع مئة، ولما مرض، حمل إلى قرية من أعمال نيسابور، يقال لها: يستقان، موصوفة باعتدال الهواء، وخفة الماء، فمات بها ليلة الأربعاء وقت العشاء الآخرة، الخامس والعشرين من ربيع الآخر، سنة ثمان وسبعين وأربع مئة، ونقل إلى نيسابور تلك الليلة، ودفن من الغد في دارهم، ثم نقل بعد سنتين إلى مقبرة الحسين، فدفن بجنب أبيه - رحمه الله تعالى -.
ومما رُثي به:
قُلُوبُ العَالَمِينَ عَلَى المَغَالِي ... وَأَيَّامُ الوَرَى شِبْهُ اللَّيَالِي
أَيُثْمِرُ غُصْنُ أَهْلِ العِلْمِ يَوْمًا ... وَقَدْ مَاتَ الإِمَامُ أَبُو المَعَالِي
وكان تلامذته يومئذٍ قريبًا من أربع مئة واحد، فكسروا محابرهم وأقلامهم، وأقاموا على ذلك حولًا كاملًا.
* * *

216 - أبو سعيد عبدُ الملك بن قُرَيب بن عبد الملك بن صالح (¬1) ابن مظهر المعروف بالأصمعي، الباهليُّ: وإنما قيل له: الباهلي؛ لأنه كان صاحب لغة ونحو، وإمامًا في الأخبار والنوادر، وهو من أهل
¬__________
(¬1) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (3/ 170)، وفيه: "عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر".

الصفحة 39