كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

ولد سنة إحدى وستين ومئة، وعاش بضعًا وسبعين سنة، وتوفي أيام المتوكل سنة خمس، أو ست وثلاثين ومئتين، وكان له جارية يهواها اسمها دنيا، فاتهمها بغلامه وصيف، فقتلها، وندم على ذلك، وأكثر من التغزل فيها، فمن ذلك قوله:
بِأَبِي نَبَذْتُكِ بِالعَرَاءِ المُقْفِرِ ... وَسَتَرْتُ وَجْهَكِ بِالتُّرَابِ الأَعْفَرِ
بِأَبِي نَبَذْتُكِ بَعْدَ صَوْنٍ لِلْبِلَى ... وَرَجَعْتُ عَنْكِ صَبَرْتُ أَمْ لَمْ أَصْبِرِ
لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ أَنْ أَرَى أَثَرَ البِلَى ... لَتَرَكْتُ وَجْهَكِ ضَاحِيًا لَمْ يُقْبَرِ
وقال عنه ابن العفيف عند بلوغه ذلك: هذا الذي يقال له: الجنون فنون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، مما فعل هذا المجنون الذي فعل بالأحباب ما لا يفعل بالكلاب.
وأخباره ونوادره كثيرة.
* * *

219 - أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة ابن الحجاج بن مطر، التميميُّ السعديُّ: كان شاعرًا مجيدًا، طاف البلاد، ومدح الملوك، وله ديوان كبير، ولد سنة سبع وعشرين وثلاث مئة،

الصفحة 41