كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

علي بن أبي الغيث، المقدسيُّ الأصل، الإسكندرانيُّ المولد، المالكيُّ المذهب: كان فقيهًا فاضلًا، من أكابر الحفاظ في الحديث والعلوم. صحب السِّلَفي، والمنذري، وبهما انتفع، وأنشد للمنذري:
ثَلَاثُ بَاءَاتٍ بُلِينَا بِهَا ... البَقُّ وَالبُرْغُوثُ وَالبَرْغَشُ
ثَلاَثَةٌ أَوْحَشُ مَا فِي الوَرَى ... وَلَسْتُ أَدْرِي أَيُّهَا أَوْحَشُ
وكان ينوب في الحكم بثغر الإسكندرية، ودرَّس بالمدرسة المعروفة به هناك، ثم انتقل إلى القاهرة، ودرس بها إلى حين وفاته، وتوفي في مستهل شعبان، سنة إحدى عشرة وست مئة، عن سبعة وستين سنة.
* * *

242 - أبو الحسن علي بن محمد بن سالم التغلبي، الفقيهُ الأصولي، الملقب: سيف الدين، الآمديُّ: كان في أول اشتغاله حنبليًا، واشتغل في ذلك مدة، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، ثم انتقل إلى الشام من بغداد، ثم انتقل إلى الديار المصرية، وتولى الإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي، وتصدر بالجامع الظاهري، ولما اشتهر فضله، حسده جماعة من الفقهاء، وتعصبوا عليه، ونسبوه إلى فساد العقيدة، والتعطيل، ومذهب الفلاسفة والحكماء (¬1)، وكتبوا محضرًا
¬__________
(¬1) جاء على هامش الأصل مغاير: "وسمعت ممن سمع من علماء الروم أنهم نسبوه إلى تلك العقيدة، لعل ذلك كان شعبة من شعب ذلك الحسد".

الصفحة 58