كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

يتضمن ذلك، ووضعوا خطوطهم بما يُستباح به الدم، ثم حُمل المحضر إلى رجل فيه عقل ومعرفة ليكتب فيه مثلَهم، فقال:
حَسَدُوا الفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ ... فَالقَوْمُ أَعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ
كَضَرَائِرِ الحَسْنَا يَقُلْنَ لِوَجْهِهَا ... حَسَدًا وَبُؤْسًا إِنَّهُ لَدَمِيمُ
وكتب فلان بن فلان.
ولما رأى سيف الدين تعصبهم، ترك البلاد، وخرج مستخفيًا إلى الشام، واستوطن حماة، ثم انتقل إلى دمشق، [ودرس] بالعزيزية، ثم عُزل عنها لسبب اتهم به، وأقام بطالًا في بيته، وتوفي على ذلك في رابع صفر، سنة إحدى وثلاثين وست مئة، وله تصانيف مفيدة تزيد عن عشرين مصنفًا.
* * *

243 - أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن فيروز، الأسديُّ بالولاء، الكوفيُّ المعروفُ بالكسائي، أحدُ القراء السبعة: كان إمامًا في النحو واللغة والقرآن، ولم يكن له في الشعر يد، توفي سنة تسع وثمانين ومئة بالري، وكان قد خرج إليها صحبة هارون الرشيد، وكان الرشيد يقول: دفنت الفقه والعربية بالري، - رحمه الله تعالى -.
* * *

الصفحة 59