كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 3)

250 - أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي، مولى عبيد الله بن جعفر بن المنصور، الشاعرُ المشهور: صاحب النظم العجيب، والتوليد الغريب، فمن ذلك قوله:
وَإِذَا امْرُؤٌ مَدَحَ امْرَأً لِنَوَالِهِ ... وَأَطَالَ فِيهِ فَقَدْ أَرَادَ هِجَاءَهُ
لَوْ لَمْ يُقَدِّرْ فِيهِ بُعْدَ المُسْتَقَى ... عِنْدَ الوُرُودِ لَمَا أَطَالَ رِشَاءَهُ
ولد في رجب، سنة إحدى وعشرين ومئتين ببغداد، وتوفي في ثاني جمادى الأولى، سنة ثلاث وثمانين ومئتين.
وكان سبب موته: أن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبد الله وزيرَ الإمام المعتضد كان يخاف من هجوه، وفَلتات لسانه بالفحش، فدسَّ عليه ابنَ فراس، فأطعمه خشتنانكه مسمومة وهو في مجلسه، فلما أكلها أحسَّ بالسم فقام، فقال له الوزير: إلى أين تذهب؟ قال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه، فقال: سلِّم على والدي، فقال له: ما طريقي على النار، وخرج من مجلسه، وأتى منزله، فكان الطبيب يتردد إليه، ويعالجه بالأدوية النافعة للسم، فزعم أنه غلط عليه في بعض العقاقير.
* * *

251 - أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف، البغداديُّ، المعروفُ بالزاهي: الشاعرُ المشهور، توفي في جمادى الآخرة، سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة ببغداد، ودفن بمقابر قريش، ومن شعره:

الصفحة 64