كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)
بعد الحر بن عبد الرحمن السابق، قال ابن حيان: ولاه عمر بن عبد العزيز، وأوصاه أن يخمس من أرض الأندلس ما كان عنوة، ويكتب إليه بصفتها وأنهارها وبحارها، قال: وكان من رأيه أن ينقل المسلمين عنها لانقطاعهم وبعدهم عن أهل كلمتهم، قال: وليت الله تعالى أبقاه حتى يفعل، فإن مصيرهم مع الكفار إلى بوار إلى أن يستنقذهم الله تعالى برحمته (1) .
وذكر ابن حيان أن قدوم السمح كان في رمضان سنة مائة، وأنه الذي بنى قنطرة قرطبة بعدما استأذن عمر بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى، وكانت دار سلطانه قرطبة.
قال ابن بشكوال: استشهد بأرض الفرنجة يوم التروية سنة اثنتين ومائة.
قال ابن حيان: كانت ولايته سنتين وثمانية أشهر، وذكر أن قتل في الوقعة المشهورة عند أهل الأندلس بوقعة البلاط (2) ، وكانت جنود الإفرنجة قد تكاثرت عليه فأحاطت بالمسلمين، فلم ينج من المسلمين أحد، قال ابن حيان: فيقال: إن الأذان يسمع بذلك الموضع إلى الآن.
وقدم أهل الأندلس على أنفسهم بعده عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي. وذكر ابن بشكوال أنه من التابعين الذين دخلوا الأندلس، وأنه يروي عن عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما، قال: وكانت ولايته للأندلس في حدود العشر ومائة من قبل عبيدة بن عبد الرحمن القيسي صاحب إفريقية، واستشهد في قتال العدو بالأندلس سنة خمس عشرة، انتهى.
وفيه مخالفة لما سبق أنه ولي بعد السمح، وأن السمح قتل سنة102، وهذا يقول تولى سنة 110، فأين ذا من ذاك والله تعالى أعلم.
__________
(1) أورد هذا صاحب أخبار مجموعة: 23 وابن القوطية: 39 وابن عذاري 2: 26.
(2) المرجح أن السمح بن مالك واصل تقدمه وراء جبال البرتات حتى شارف طولوشة (Tolosa) وهناك دارت معركة بينه وبين دوقها أسفرت عن مقتله؛ وهذا يتعارض مع قول صاحب أخبار مجموعة " فعزل بشر السمح بن مالك وولي عنبسة بن سحيم ... " (ص 24) .
الصفحة 15
640