كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

325 - وهنالك أبو بكر ابن زهر الأصغر (1) ، وهو ابن عم هذا الأكبر. ومن نظم الأصغر:
والله ما أدري بما أتوسّل ... إذ ليس لي ذاتٌ بها أتوصّل
لكن جعلت مودتي مع خدمتي ... لعلاك أحظى شافعٍ يتقبّل
إن كنت من أدوات زهرٍ عاطلاً ... فالزّهر منهنّ السّماك الأعزل وهذه الأبيات خاطب ها المأمون بن المنصور صاحب المغرب.
326 - وقال الأديب أبو جعفر عمر ابن صاحب الصلاة:
وما زالت الدنيا طريقاً لهالك ... تباين في أحوالها وتخالف
ففي جانبٍ منها تقوم مآتمٌ ... وفي جانبٍ منها تقوم معازف
فمن كان فيها قاطناً فهو ظاغنٌ ... ومن كان فيها آمناً فهو خائف 327 - وقال أبو بكر محمد ابن صاحب الصلاة يخاطب أخيل (2) لما انتقل إلى العدوة:
لا تنكرنّ زماناً ... رماك منه بسهم
وأنت غاية مجدٍ ... في كلّ علمٍ وفهم
هذي دموعي حتى ... يراك طرفي تهمي
يا ليت ما كنت أخشى ... عليك عدوان همّ
وإنّما الدهر يبدي ... ما لا يجوز بوهم
ما زال شيهم مسٍّ ... لكلّ يقظان شهم ولما وفد اهل الأندلس على عبد المؤمن قام خطيباً ناثراً وناظماً، فأتى
__________
(1) هو أبو بكر محمد بن قسورة الإيادي، وترجمته وأبياته في القدح: 150 - 151.
(2) بياض في ب؛ م: اخال.

الصفحة 469