كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

ولمّا رأى حمص استخّفت بقدره ... على أنّها كانت به ليلة القدر
تحمّل عنها والبلاد عريضةٌ ... كما سلّ من غمد الدّجى صارم الفجر وقال أبو الوليد المذكور (1) :
أتجزع من دمعي وأنت أسلته ... ومن نار أحشائي وأنت لهيبها
وتزعم أنّ النّغس غيرك علّقت ... وأنت ولا منٌّ عليك حبيبها
إذا طلعت سمشٌ عليّ بسلوةٍ ... أثار الهوى بين الضلوع غروبها وله أيضاً (2) :
لمّا استمالك معشرٌ لم أرضهم ... والقول فيك، كما علمت، كثير
داريت دونك مهجتي فتماسكت ... من بعد ما كادت إليك تطير
فاذهب فغير جوانحي لك منزلٌ ... واسمع فغير وفائك المشكور وقال:
يقول وقد لمته في هوى ... فلانٍ وعرّضت شيئاً قليلا
أتحسدني قلت: لا والذي ... أحلّك في الحبّ مرعىً وبيلا
وكيف وقد حلّ ذاك الجناب ... وقد سلك الناس ذاك السبيلا وله مما يكتب على قوس (3) :
إنّا إذا رفعت سماء عجاجةٍ ... والحرب تقعد بالرّدى وتقوم
وتمرّد الأبطال في جنباتها ... والموت من فوق النّفوس يحوم
__________
(1) الذخيرة: 237.
(2) المغرب 1: 240.
(3) الذخيرة (2: 244) ؛ م: ومما يكتب على قوس قوله.

الصفحة 472