كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

مرقت لهم منّا الحتوف كأنّما ... نحن الأهلّة والسهام نجوم (1) 329 - وقال أبو الحسين ابن فندلة في كلب صيد (2) :
فجعت بمن لو رمت تعبير وصفه ... لقلّ ولو أنّي غرفت من البحر
بأخطل وثّابٍ طموحٍ مؤدّبٍ ... ثبوتٍ يصيد النّسر لو حلّ في النسر
كلون الشباب الغضّ في وجهه سناً ... كأنّ ظلاماً ليس فيه سوى البدر
إذا سار والبازيّ أقول تعجّباً ... ألا ليت شعري يسبق الطير من يجري ولا يلتفت إلى أقول أبي العباس ابن سيد فيه (3) :
الموت لا يبقي على مهجةٍ ... لا أسداً يبقي ولا نعثله (4)
ولا شريفاً لبني هاشمٍ ... ولا وضيعاً لبني فندله وكان ابن سيد مسلطاً على هذا البيت، قال ابن سعيد: وإنما ينبح الكلب القمر.
330 - قال أبو العباس النجار (5) : كان أبو الحسين يلقب بالوزغة، فوصلت إلى بابه يوماً، فتحجب عني، فكتبت على الباب:
تحجّب الفندليّ عنّي ... فساء من فعله ضميري
ينفر من رؤيتي كأنّي ... مضمّخ الجيب بالعبير قال: ومن عادة الوزغة أن تكره رائحة الزعفران وتهرب منه.
__________
(1) الذخيرة: رجوم.
(2) ترجمته في المغرب 1: والحاشية؛ وكنيته فيه أبو الحسن.
(3) هو أحمد بن سيد الملقب (المغرب 1: 252 والحاشية) .
(4) ب: تتفله؛ م: شكله.
(5) ب: الأبار؛ ق: النبار.

الصفحة 473