كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

346 - وقال أبو [الحسن] (1) الأصبغ بن سيد:
كأنّما النرجس في منظر ال ... حسن الذي أمثاله تبتغى
أناملٌ من فضّةٍ فوقه ... كأسٌ من التبر أفرغا 347 - وقال أبو إسحاق إبراهيم ابن خيرة الصباغ مما أنشده له أبو عامر ابن مسلمة في كتاب " حديقة الارتياح " (2) :
يومٌ كأنّ سحابه ... لبست عمامي المصامت
حجبت به شمس الضحى ... بمثال أجنحة الفواخت
فالغيث يبكي فقدها ... والبرق يضحك مثل شامت
والرعد يخطب مفصحاً ... والجوّ كالمحزون ساكت
والروض يسقيه الحيا ... والنّور ينظر مثل باهت
فاشرب ولذّ بجنّةٍ ... واطرب فإنّ العمر فائت وله:
ربّ ليلٍ طال لا صبح له ... ذي نجومٍ أقسمت أن لا تغور
قد هتكنا جنحه من فلقٍ ... من خمورٍ ووجوهٍ كالبدور
إذ بدت تشبهها في كأسها ... نار إبراهيم في بردٍ ونور
صرعتنا إذ علونا ظهرها ... في ميادين التصابي والسرور
وكأنّا حين قمنا معشرٌ ... نشروا بعد مماتٍ من قبور 348 - وقال أبو بكر ابن حجاج (3) :
__________
(1) زيادة من الجذوة: 164؛ قال الحميدي: وهو شاعر إشبيلي رأيته قبل الخمسين واربعمائة.
(2) الجذوة: 145 وفيه بعض الأبيات التائية، ونسبها لأبي عامر ابن مسلمة في المطمح: 23 وهي في المغرب 1: 260 لابن خيرة.
(3) هو ابو بكر عبد الله بن حجاج من شعراء المعتضد، هجر إشبيلية إلى الجزيرة الخضراء وأخذ يمدح محمد بن القاسم بن حمود (المغرب 1: 261) .

الصفحة 485