كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

لمّا كتمت الحبّ لا عن قلىً ... ولم أجد إلاّ البكا والعويل
ناديت والقلب به مغرمٌ ... يا حسبي الله ونعم الوكيل وقال:
يقولون إنّ السحر في أرض بابلٍ ... وما السحر إلاّ ما أرتك محاجره
وما الغصن إلا ما انثنى تحت برده ... وما الدّعص إلاّ ما طوته مآزره
وما الدّرّ إلاّ ثغره وكلامه ... وما الليل إلا صدغه وغدائره وهذه الأبيات من قصيدة في محمد بن القاسم بن حمود ملك الجزيرة الخضراء، أعادها الله تعالى.
349 - وقال الرصافي أبو عبد الله الشاعر المشهور، وهو ابن رومي الأندلس، في حريري (1) :
وبنفسي من لا أسميه إلاّ ... بعض إلمامةٍ وبعض إشاره
هو والظبي في المجال سواءٌ ... ما استفاد الغزال منه استعاره
أغيدٌ يمسك الحرير بفيه ... مثل ما يمسك الغزال العراره وهو القائل يمدح أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي:
لو جئت نار الهدى من جانب الطّور ... قبست ما شئت من علمٍ ومن نور 350 - ولأبي جعفر أحمد بن الجزار (2) :
وما زلت أجني منك والدهر ممحلٌ ... ولا ثمرٌ يجنى ولا زرع يحصد
ثمار أيادٍ دانياتٌ قطوفها ... لأوراقها ظلٌّ عليّ ممدّد
__________
(1) ديوان الرصافي: 100 (عن النفح) ؛ 77.
(2) مرت الأبيات ص: 314، وانظر المغرب 2: 356.

الصفحة 486