كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

سلّم الغصن والكثيب علينا ... فعلى الغصن والكثيب السّلام وبات مع بعض الرؤساء فكاد ينطفئ السراج ثم تراجع نوره، فقال:
وأغرّ ضاحك وجهه مصباحه ... فأنار ذا قمراً وذلك فرقدا
ما إن خبا تلقاء نور جبينه ... حتى ذكا بذكائه فتوقّدا وله:
كتبت وقلبي في يديك أسير ... يقيم كما شاء الهوى ويسير
وفي كلّ حينٍ من هواك وأدمعي ... بكلّ مكانٍ روضةٌ وغدير وله:
كتابنا ولدينا البدر ندمان ... وعندنا أكؤسٌ للراح شهبان
والقضب مائسةٌ، والطير ساجعة ... والأرض كاسيةٌ، والجوّ عريان 355 - ولما سئل أبو بكر محمد بن أحمد الأنصاري المعروف بالأبيض عن لغة فعجز عنها بمحضر من خجل منه أقسم أن يقيد رجليه بقيد حديد، ولا ينزعه حتى يحفظ " الغريب المصنف " فاتفق أن دخلت عليه أمه في تلك الحال، فارتاعت، فقال:
ريعت عجوزي أن رأتني لابساً ... حلق الحديد ومثل ذاك يروع
قالت: جننت فقلت: بل هي همّةٌ ... هي عنصر العلياء والينبوع
سنّ الفرزدق سنّةً فتبعتها ... إنّي لما سنّ الكرام تبوع وكان شاعراً وشاحاً وطاح دمه على يد الزبير أمير قرطبة لما هجاه بمثل قوله:
عكف الزبير على الضلالة جاهداً ... ووزيره المشهور كلب النار
ما زال يأخذ سجدةً في سجدةٍ ... بين الكؤوس ونغمة الأوتار

الصفحة 489