كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

358 - وقال أبو بكر ابن عبادة القزاز الموشح في ابن بسام صاحب " الذخيرة ":
يا منيفاً على السماكين سام ... حزت خصل السباق عن بسّام
إن تحك مدحةً فأنت زهيرٌ ... أو تشبّب فعروة بن حزام
أو تباكر صيد المها فابن حجرٍ ... أو تبكّ الديار فابن حذام
أو تذمّ الزمان وهو حقيقٌ ... فأبو الطيّب البعيد المرامي 359 - ولما انتثر سلك نظام ملك لمتونة تفرق ملك الأندلس رؤساء البلاد، وكان من جملتهم الأمير أبو الحسن ابن نزار لما له من الأصالة في وادي آش، فحسده أهل بلده، وقصدوا تأخيره عن تلك المرتبة، فخطبوا في بلدهم لملك شرق الأندلس محمد بن مردنيش، ووجه لهم عماله وأوصاهم أن يخرج هذا الأسد من غيله، ويفرق بينه وبين تأميله، ورفعوا له أشعاراً كان يستريح بها على كاسه، ويبثها بمحضر من يركن إليه من جلاسه، ومنها قوله، وقد استشعر من نفسه أنها أهل للتقديم، مستحقة لطلب سلفه القديم:
الآن أعرف قدر والضّرر ... فكيف أصدر ما للملك من صدر
وكيف أطلع في أفق العلا قمراً ... ويستهلّ بكفّي واكف الدرر
وكيف أملأ صدر الدهر من رعبٍ ... وأستقلّ بحمل الحادث النّكر
وأستعدّ لما ترمي الخطوب به ... وأستطيل على الأيام بالفكر
لكنّني ربما بادرت منتهزاً ... لفرصةٍ مرقت كاللمح بالبصر
في أمّ رأسي ما يعيا الزمان به ... شرحاً فسل بعدها الأيام عن خبري فعندما وقف ابن مردنيش على هذا القول وجه إلى وادي آش من حمله إليه وقيده، وقدم به إلى مرسية أسيراً، بعدما كان مرتقباً أن يقدم أميراً، فلما وقعت عين ابنمردنيش عليه قال له: أمكن الله منك يا فاجر، فقال:

الصفحة 492