كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

وله في المعتصم بن صمادح (1) :
لعلّك بالوادي المقدّس شاطئ ... فكالعنبر الهنديّ ما أنا واطئ
وإنّي في ريّاك واجد ريحهم ... فجمر (2) الأسى بين الجوانح ناشئ
ولي في الّرى من نارهم ومنارهم ... هداةٌ حداةٌ، والنجوم طوافئ
لذلك ما حنّت ركابي وحمحمت ... عرابي وأوحى سيرها المتباطئ
فهل هاجها ما هاجني ولعلّها ... إلى الوخد من نيران قلبي لواجئ
رويداً فذا وادي لبيني وإنّه ... لورد لباناتي وإنّي لظامئ
موارد (3) تهيامي ومسرح ناظري ... فللشوق غاياتٌ بها ومبادئ واعترض عليه بعضهم بأنه همز في هذه القصيدة ما لا يهمز، فقال (4) :
عجبت لغمازين علمي بجهلهم ... وإنّ قناتي لا تلين على الغمز
تجلّت لهم آيات فهمي ومنطقي ... مبيّنة الإعجاز ملزمة العجز
ولاحت لهم همزيةٌ أوحديةٌ ... وويلٌ بها ويلٌ لذي الهمز واللمز
رموها بنقصٍ بينت فيه نقصهم ... ومن لمس الأفعى شكا ألم النكز
فإن أنكرت أفهامهم بعض همزها ... فقد عرفت أكبادهم صحّة الهمز وله وهو مما يتغنى به بالأندلس (5) :
فذر العقيق مجانباً لعقوقه ... ودع العذيب عذيب ذات الخال
أفقٌ محلّى بالقواضب والقنا ... للأغيد المعطار لا المعطال
__________
(1) الذخيرة: 218.
(2) الخريدة: فروح.
(3) الخريدة: ميادين.
(4) الذخيرة: 219.
(5) الذخيرة: 223.

الصفحة 503