كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)
وليكن هذا آخر ما نورده من كلام بني مروان رحمهم الله تعالى.
ولنرجع إلى أهل الأندلس جملة، فنقول:
420 - أمر الحجاج المنصفي أن يكتب على قبره (1) :
قالت لي النفس: أتاك الرّدى ... وأنت في بحر الخطايا مقيم
هلا ادّخرت الزاد قلت: اقصري ... لا يحمل الزاد لدار الكريم وقد ذكرنا هذين البيتين في غير هذا الموضع (2) .
وقال ابن مرج الكحل (3) : اجتمعنا في حانوت بعض الأطباء بإشبيلية، فأضجرناه بكثرة جلوسنا عنده، وتعذرت المنفعة عليه من أجلنا، فأنشدنا:
خفّفوا عنّا قليلاً ... ربّ ضيقٍ في براح
هل شكوتم من سقامٍ ... أو جلسنا للصحاح فأضفت إليهما ثالثاً، وأنشدته إياه على سبيل المداعبة:
إن أتيتم ففرادى ... ذاك حكم المستراح 421 - ودخل أبو محمد غانم بن وليد مجلس باديس بن حبوس، فوسّع له على ضيق كان فيه، فقال (4) :
__________
(1) أبو الحجاج يوسف المنصفي زاهد مشهور سكن سبتة (والمنصف التي ينسب إليها من قرى بلنسية) راجع المغرب 2: 354.
(2) انظر المغرب.
(3) هو أبو عبد الله محمد بن إدريس يعرف بمرج كحل (توفي بجزيرة شقر سنة 634) انظر: زاد المسافر: 27 والإحاطة 2: 634 والتكملة: 636 وشرح المقصورة 1: 25، 20، 195 والوافي 2: 181 والمغرب 2: 373.
(4) انظر ما سبق ص: 265، 398، 447.