كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 3)

وأنكر غير واحد دخول أحد من الصحابة الأندلس.
وذكر بعض الحفاظ المنيذر المذكور، وقال: إنه المنيذر اليماني، وذكر الحجاري أنه من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وأنه دخل الأندلس مع موسى بن نصير غازياً، وقال ابن بشكوال: يقال فيه المنيذر لكونه من أحداث الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وقد حكى ذلك الرازي، وذكره ابن عبد البر في كتاب " الاستيعاب في الصحابة " (1) وسماه بالمنيذر الإفريقي، وقال ابن بشكوال: إن ابن عبد البر روى عنه حديثاً سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره أبو علي ابن السكن في كتاب الصحابة وقال: روي عنه حديث واحد، وأرجو أن يكون صحيحاً، وذكره ابن قانع في معجم الصحابة له.
وذكره البخاري في تاريخه الكبير إذ قال: أبو المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد حدث بإفريقية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من قال رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، فأنا الزعيم لآخذن بيده فأدخله الجنة " كذا ذكره البخاري بالكنية، وهذا الحديث هو الذي رووه عنه لا يعرف له غيره، وذكره أبو جعفر أحمد ابن رشدين في كتاب " مسند الصحابة " له، فقال، المنيذر اليماني إما من مذحج أو غيرها، وذكر الحديث سواء، وقد أشرنا فيما سبق إلى المنيذر هذا (2) .
2 - ومن التابعين الداخلين الأندلس أميرها موسى بن نصير، وقد سبق من الكلام عليه مافيه كفاية (3) .
__________
(1) انظر الاستيعاب: 1485، والحديث الذي رواه ابن عبد البر هو الحديث الذي سيورده المؤلف نقلا عن البخاري؛ وقد أورده أيضا فيما سبق ج: 1، ص: 179.
(2) انظر ص: 279 من المجلد الأول.
(3) راجع ما سبق ج 1: 269 - 287.

الصفحة 6