كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 3)

وهذا القول يكاد يكون خارقاً (¬1) للإجماع، فإن التخيير خروج عن المذهبين وغيرهما (¬2). والله أعلم (¬3).
قوله: "خمسينات، وأربعينات" (¬4) مستنكر في العربية إلا على شذوذ (¬5)، مستخرج من أجزاء هذه الصيغ لمجرى المفردات (¬6) في إعراب آخر كما في قول الشاعر:
"وجاوزت حدّ الأربعينا" (¬7).
¬__________
(¬1) في (أ) (خرقاً).
(¬2) لأنه يؤدي إلى إسقاط الخبرين جميعاً؛ لأنه إن ثبت أن فرضه بنات لبون لم يجز اعتبار الشاة، وإن ثبت أن فرضه شاة لم يجز اعتبار بنات اللبون، فاعتبارهما إسقاطهما. انظر: الحاوي 3/ 83.
(¬3) نهاية 1/ ق 175/ أ.
(¬4) الوسيط 1/ ق 118/ أ.
(¬5) وقد تعقبه النووي بقوله: "هذا قد أنكره بعض أهل العربية، قال: ولا يجوز جمع الخمسين، والأربعين ونحوهما، وهذا الإنكار ضعيف، والصواب جوازه، وقد حكاه ابن بري وغيره عن سيبويه، قال: كل جمع مذكر لم يجمع جمع تكسير يجوز جمعه بالألف والتاء قياساً كحمّام، وحمّامات، فيجوز أربعينات ونحوها". تهذيب الأسماء واللغات 3/ 1/ 117.
(¬6) في (أ) (لمجرد المفرد).
(¬7) في (د) (الأربعين) وهذا عجز بيت من الوافر ينسبونه لسحيم بن وئيل الرَّياحي وصدره: "وماذا يبتغي الشعراء مني، وفي رواية وماذا يدَّري الشعراء .... " انظر: مفردات ألفاظ القرآن ص 312، لسان العرب 5/ 13، البصائر لفيروز آبادي 2/ 597، وكما هو في ديوان جرير ص 577، من مقطوعة له.

الصفحة 19