كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 3)

قوله، وليس لفظه ما نقله هو، وإنما قال: "يأخذ منه خير المعيب (¬1) " (¬2) وفسروه على وجوه منها:
ما قاله أبو علي بن خيران (¬3)، واختاره الشيخ أبو حامد (¬4)، وذكر أنه مراد الشافعي نصّ عليه في "الأم" (¬5) وهو أنه يأخذ خير الفرضين المعيبين (¬6) فيما إذا اجتمع (¬7) الفرضان، الحقاق (¬8) وبنات اللبون (¬9) وهو عبارة عن القول الصحيح الذي يتعين فيه الأغبط على ما سبق (¬10).
ومنهم من قال: إنه عبّر بالخير عن الوسط كما يعبّر بالوسط عن الخير (¬11) كقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (¬12) وغير ذلك (¬13). والله أعلم.
¬__________
(¬1) (د) (المعين).
(¬2) انظر: مختصر المزني ص 48.
(¬3) لم أقف على قول ابن خيران هذا فيما عندي من المصادر.
(¬4) هو أحمد بن محمد بن أحمد الإسفراييني أبو حامد، إمام طريقة العراق وشيخ المذهب، انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد، وله مصنفات كثيرة منها: شرح مختصر المزني، المسمى بـ "تعليقة الكبرى"، والبستان وغيرهما مات سنة 406 هـ. انظر: طبقات الفقهاء للشيرازي ص 131، تهذيب الأسماء واللغات 208، البداية والنهاية 12/ 3.
(¬5) 2/ 48.
(¬6) في (د) (المعينين).
(¬7) نهاية 1/ ق 179/ أ.
(¬8) في (د) (الحقان).
(¬9) أي ولم يرد خير جميع المال. انظر: الحاوي 3/ 98، فتح العزيز 5/ 372، المجموع 5/ 391.
(¬10) انظر: ص: 125.
(¬11) في (د) (كما يعبر بالخير عن الوسط).
(¬12) سورة البقرة الآية 143. وانظر: فتح العزيز 5/ 372، المجموع 5/ 391، الروضة 2/ 21.
(¬13) انظر: الحاوي 3/ 99، المجموع 5/ 391.

الصفحة 40