كتاب مآثر الإنافة في معالم الخلافة (اسم الجزء: 3)
والعناية والصون وَالرِّعَايَة مَا يتعادل بِهِ أقسامهم وتتوازي مِنْهُ أقساطهم وَلَا يصل الْمِسْكِين مِنْهُم إِلَى استضامة من تَأَخّر عَنهُ وَلَا ذُو السُّلْطَان إِلَى هضيمة من حل دونه وَأَن يَدعُوهُم إِلَى أحسن الْعَادَات وَالْخَلَائِق ويحضهم على أَحْمد الْمذَاهب والطرائق وَيحمل عَنْهُم كُله ويمد عَلَيْهِم ظله وَلَا يسومهم عسفا وَلَا يلْحق بهم حيفا وَلَا يكلفهم شططا وَلَا يجشمهم مضلعا وَلَا يثلم لَهُم معيشة وَلَا يداخلهم فِي جريمة وَلَا يَأْخُذ بَرِيئًا مِنْهُم بسقيم وَلَا حَاضرا بعديم فَإِن الله عز وَجل نهى أَن تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى وَجعل كل نفس 200 أرهينة بمكسبها بريئة من مكاسب غَيرهَا وَيرْفَع عَن هَذِه الرّعية مَا عَسى أَن يكون سنّ عَلَيْهَا من سنة ظالمة وسلك بهَا من محجة جائرة ويستقري آثَار الْوُلَاة قبله عَلَيْهَا فِيمَا أزجوه من خير أَو شَرّ إِلَيْهَا فَيقر من ذَلِك مَا طَابَ وَحسن ويزيل مَا خبث وقبح
الصفحة 30