كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

13 تعالى 1 فهو كذّاب، و من ادّعى حبّ النبىّ صلّى الله عليه و سلّم من غير محبّة الفقراء 2 فهو كذّاب.
و روى أنّ عصام بن يوسف مرّ بحاتم الأصمّ، و هو يتكلّم فى مجلسه، فقال له: يا حاتم، تحسن تصلّى؟ قال: نعم. قال: كيف تصلّى؟ قال حاتم: أقوم بالأمر، و أقف بالخشية، و أدخل بالنّيّة، و أكبّر بالعظمة، و أقرأ بالتّرتيل، و أركع و أسجد بالتّواضع، و أجلس للتشهّد بالتّمام، و أسلّم 3 بالوقار و السّنّة، و أسلمها إلى الله تعالى بالإخلاص، و أرجع إلى نفسى 3 بالخوف أن لا يقبلها منّى، و أحفظ بالجهد إلى الموت. فقال له: تكلّم، فأنت تحسن تصلّى.
و روى أنّ شقيقا البلخىّ قال لحاتم الأصمّ: ما الذى تعلّمت منّى منذ صحبتنى؟
قال: ستّة أشياء:
الأول، رأيت الناس كلّهم فى شكّ من أمر الرّزق، فتوكّلت على الله تعالى، لقوله تعالى: (وَ ماا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاّا عَلَى اَللّاهِ رِزْقُهاا) 4 فعلمت أنّى من جملة الدّوابّ فلم أشغل نفسى بشاء قد تكفّل لى به ربّى. قال: أحسنت.
و الثانى، رأيت أنّ لكلّ إنسان صديقا يفاء إليه بسرّه، و يشكو إليه أمره، فاتّخذت لى صديقا يكون لى بعد الموت، و هو فعل الخير، فصادقته ليكون عونا لى عند الحساب، و يجوز معى على الصّراط، و يثبّتنى بين يدى الله تعالى. قال: أحسنت.
و الثالث، رأيت لكلّ أحد من الناس عدوّا، فقلت: أنظر من عدوّى، فرأيت من اغتابنى أو أخذ 5 من مالى أو ظلمنى فليس عدوّى، و لكن عدوّى الذى إذا كنت فى طاعة الله تعالى أمرنى بمعصيته، فرأيت أنّ ذلك إبليس اللّعين و جنوده، فاتّخذتهم أعداء، و وضعت

1) لم يرد هذا فى طبقات الصوفية.
2) فى طبقات الصوفية: «الفقر» و ما هنا أوفق.
3) ساقط من: ن، و هو فى: س، ط.
4) سورة هود 6.
5) فى س، ط: «و أخذ»، و المثبت فى: ن.

الصفحة 13