كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

16 فقال: حدّثنى به الثّقات.
قال: عن من؟
قال: عن الثّقات من الأئمّة.
قال: عن من أخذوه؟
قال: عن التّابعين.
قال: و التابعون عن من أخذوه؟
فقال: عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
قال: و أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه و سلّم عن من أخذوه؟
قال: عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
قال: و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن من أخذه؟
قال: عن جبريل عليه 1 الصلاة و 1 السلام، عن الله عزّ و جلّ.
فقال له حاتم: ففيما أدّاه جبريل عن الله تعالى إلى النبىّ صلّى الله عليه و سلّم، و أدّاه النبىّ صلّى الله عليه و سلّم إلى أصحابه رضى الله تعالى عنهم، و أدّاه أصحابه إلى تابعيهم، و أدّاه التابعون إلى الأئمّة، و أدّاه الأئمّة إلى الثّقات، و أدّاه الثّقات إليك، هل سمعت أنّ من كانت داره فى الدنيا أحسن، و فراشه أجمل، و زينته أكثر، كانت له المنزلة عند الله تعالى أعظم؟
فقال: لا.
قال: فكيف سمعت؟
قال: سمعت من زهد فى الدنيا، و رغب فى الآخرة، و أحبّ المساكين، و قدّم لآخرته، كان عند الله تعالى له المنزلة أكثر، و إليه أقرب.
قال حاتم: فأنت بمن اقتديت، بالنبىّ صلّى الله عليه و سلّم، /أو بأصحابه، أو بالتابعين من بعدهم، و الصّالحين على أثرهم، أو بفرعون و نمرود، أوّل من بنى بالجصّ و الآجرّ؟ يا علماء السّوء مثلكم إذا رآه الجاهل المتكالب على الدنيا، الرّاغب فيها يقول: إذا كان هذا العالم على هذه الحالة لا أكون أنا شرّا منه.

1 - 1) ساقط من: س، و هو فى: ط، ن.

الصفحة 16