كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

256 و عن أبى عاصم الضّحّاك بن مخلد، أنه كان يقول: ما خالفت أبا حنيفة فى قول إلاّ و قد كان أبو حنيفة يقول به.
قال ابن كثير: و كان زفر عابدا، اشتغل أوّلا بعلم الحديث، ثم غلب عليه الفقه و القياس.
و عن مليح: كان زفر يكنى بأبى خالد، و أبى الهذيل، و كان من أصبهان، و مات أخوه فتزوّج بعده بامرأته.
و عن محمد بن وهب: كان زفر من أصحاب الحديث، ثم نظر فى الرّأى، فغلب عليه، و نسب إليه.
و عن ابن المبارك، أنه كان يقول: نحن لا نأخذ بالرّأى ما كان الأثر، فإذا جاء 1 الأثر تركنا الرّأى.
و عن أبى مطيع، أنه كان يقول: زفر حجّة للناس فيما بينهم و بين الله تعالى، فيما يعملون بقوله، و أمّا أبو يوسف فقد غرّته الدنيا بعض الغرور.
و عن يحيى بن أكثم، عن أبيه أكثم، أنه كان يقول: كان وكيع 2 فى آخر عمره يختلف 2 إلى زفر بالغدوات، و إلى أبى يوسف بالعشيّات، ثم جعل كلّ اختلافه إلى زفر، لأنه كان أفرغ، و كان زفر يرفق به، و يصبر له، و كان وكيع يقول لزفر: الحمد لله الذى جعلك خلفا لنا من أبى حنيفة، رحمه اللّه تعالى.
و عن أبى نعيم الفضل بن دكين، قال: لمّا مات أبو حنيفة، و فاتنى ما فاتنى منه، لزمت أفقه اصحابه و أورعهم، فأخذت منه الحظّ الأوفر. يعنى زفر بن الهذيل.
و عن يحيى بن أكثم: سمعت أبى يقول: أكثر ما جالست بعد أبى حنيفة زفر بن الهذيل، لأنّه كان قد جمع إلى فقهه الورع و الزهد فى الدنيا.
و عنه: سمعت أبى يقول: زفر كان أفقه أصحاب أبى حنيفة، و أجمعهم لخصال الخير.

1) فى ن: «كان».
2 - 2) فى ن: «يختلف فى آخر عمره».

الصفحة 256