كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

260 و اشتغل، و حصّل، إلى أن صار من أعيان فضلاء الدّيار الرّوميّة، و صار 1 ملازما من المولى الفاضل العلاّمة محمد أفندى، المعروف بمعلول أمير، و كان جلّ انتفاعه به، و قد كان رفيقا فى الاشتغال عليه بالدّيار المصريّة للإمام العلاّمة مفتى الدّيار المصريّة الشيخ على القدسىّ.
ثم إنّ صاحب الترجمة صار مدرسا بمدارس متعدّدة؛ منها: إحدى المدارس الثّمان، و مدرسة السلطان سليم خان بمدينة قسطنطينيّة.
ثم ولى منها قضاء حلب، و أقام بها مدّة، و عزل منها لا إلى منصب.
ثم صار قاضيا بمدينة بروسة، ثم عزل، و صار بعد ذلك قاضيا بقسطنطينيّة.
ثم ولى قضاء العسكر بولاية أناطولى، ثم عزل منه، و عيّن له من العلوفة كلّ يوم مائة و خمسون درهما عثمانياّ، بطريق التّقاعد.
و كان فى ولاياته كلّها محمود السّيرة، مشكور الطريقة، و الرّعايا راضون منه، داعون له، غير أنه كان محسودا على علمه و فضله و تقدّمه، و ما عزل من 2 منصب من هذه المناصب إلاّ بتحريك الأعداء، و تدبير الحسّاد، و سعى من لا يخاف الله تعالى.
و قد اجتمعت بحضرته العليّة، فى سنة 3 اثنتين و تسعين و تسعمائة 3 مرّات عديدة، و أوقفنى على بعض تحريراته و كتاباته، فرأيت من ذلك ما يبهج النّاظر، و يسرّ الخاطر، و يقول لسان حاله كم ترك الأوّل للآخر؛ فمن ذلك: «حاشية» على سورة الأعراف، و «حاشية» على «الهداية» من كتاب الوكالة إلى آخر «الهداية»، و «حاشية» على «صدر الشريعة» و «حاشية» على «شرح المفتاح» و «حاشية» على «حاشية التّجريد»، و له غير ذلك من الرّسائل المفيدة.
و له نظم بالعربيّة و الفارسيّة و التركيّة.
و بالجملة فهو من مفاخر تلك البلاد، أدام الله النّفع بوجوده، آمين.

1) فى ن: «فصار».
2) فى ن: «عن».
3 - 3) سقط من: ط.

الصفحة 260