كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

271 قرأ عليه جماعة، و آخر من روى عنه بالإجازة أبو حفص ابن القوّاس 1، ثم أبو حفص العقيمىّ 2.
و استوزره فرّوخ شاه.
ثم اتّصل بأخيه تقىّ الدين صاحب حماة، و اختصّ به، و كثرت أمواله، و كتب الخطّ المنسوب.
و قرأ عليه المعظّم عيسى شيئا كثيرا من النحو ك‍ «كتاب سيبويه»، و «شرحه» 3 و «الإيضاح».
و له خزانة كتب بالجامع الأموىّ فيها كلّ نفيس.
و له «حواش» على «ديوان المتنبّى» و «حواش» على «خطب ابن نباتة»، أجاب عنها الموفّق البغدادىّ.
و حضر التّاج الكندىّ مرّة عند الوزير، و حضر ابن دحية 4، فأورد ابن دحية حديث الشّفاعة 5، فلمّا وصل إلى قول الخليل عليه الصلاة و السلام: «إنّما كنت خليلا من وراء وراء»، فتح ابن دحية الهمزتين 6، فقال الكندىّ: «وراء وراء» بضمّ الهمزتين، فعسر ذلك على ابن دحية، و صنّف فى المسألة كتابا سمّاه «الصّارم الهندىّ، فى الرّدّ على الكندىّ»، و بلغ ذلك الكندىّ، فعمل مصنّفا سمّاه «نتف اللّحية، من ابن دحية».
ورد على الكندىّ سؤال فى الفرق بين: طلّقتك إن دخلت الدّار، و بين: إن دخلت الدّار طلّقتك. فألّف فى الجواب عنه «مؤلّفا»، فردّ عليه محمد بن على بن غالب

1) هو: عمر بن عبد المنعم بن عمر الطائى الدمشقى، كان خيرا، دينا، متواضعا، محبا للرواية، توفى سنة ثمان و تسعين و ستمائة. العبر 5/ 388.
2) هو: جمال الدين عمر بن إبراهيم بن حسين بن سلامة الرسعنى الكاتب، شيخ الأدباء، توفى سنة تسع و تسعين و ستمائة. العبر 5/ 401، 402. و انظر شذرات الذهب 5/ 451.
3) أى: لابن درستويه. كما فى معجم الأدباء 11/ 175.
4) هو: أبو الخطاب عمر بن الحسن بن على الكلبى البلنسى الحافظ، كان من أعيان العملماء، و مشاهير الفضلاء، توفى سنة ثلاث و ثلاثين و ستمائة بالقاهرة. وفيات الأعيان 3/ 448 - 450.
5) الحديث بتمامه رواه مسلم، فى باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، من كتاب الإيمان. صحيح مسلم 1/ 186، 187.
6) انظر حاشية صحيح مسلم 1/ 187.

الصفحة 271