كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

272 الجزرىّ 1، و سمّاه «الاعتراض المبدى، لوهم التّاج الكندى».
و توفّى يوم الاثنين، سادس شوّال، سنة عشر و ستمائة، و انقطع بموته إسناد عظيم.
و فيه يقول تلميذه الشيخ علم الدين السّخاوىّ، و كان يبالغ فى وصفه 2:

لم يكن فى عصر عمرو مثله
و كذا الكندىّ فى آخر عصر 3

و هما زيد و عمرو إنّما
بنى النحو على زيد و عمرو

/و كتب أبو شجاع ابن الدّهّان الفرضىّ 4، إلى الشيخ تاج الدين الكندىّ، يمدحه 5:

يا زيد زادك ربّى من مواهبه
نعمى يقصّر عن إدراكها الأمل

لا بدّل الله حالا قد حباك بها
ما دار بين النّحاة الحال و البدل

النحو أنت أحقّ العالمين به
أليس باسمك فيه يضرب المثل

و ذكره ابن شاكر الكتبىّ، فى «عيون التّواريخ»، و نقل عنه أنه قال: كنت فى صغرى، وقت اشتغالى بالعلم، أبغض إخوتى إلى أبى، لأنه كان يريدنى أشتغل بالتجارة، و أنا أشتغل بالعلم، و كان ذلك سعادة منحنى الله تعالى بها، فإنى اكتسبت بالعلم مقدار أربعين ألف دينار، و وهبتها جميعا لمن يلوذبى، حتى إنّ الدار التى كنت مقيما فيها وهبتها لهم.
قال ابن شاكر: و أقول: إنّ أحدا ما نال من السّعادة ما نال تاج الدين، فإنّ الملك المعظّم بن العادل كان صاحب الشام، و كان يقصد منزل تاج الدين بدرب العجم 6 راجلا، و كتابه تحت إبطه، يقرأ عليه، و لا يكلّفه مشقّة المجاء إلى خدمته، و كان على بابه من المماليك الأتراك و غيرهم ما لا يكون إلاّ على باب ملك، و كان له من الأملاك و البساتين ما لا يحصى.

1) فى النسخ: «الخزرى»، و المثبت فى: بغية الوعاة 1/ 573، كشف الظنون 1/ 119.
2) انظر تخريج البيتين فى كتاب «أبو اليمن» 32.
3) يعنى بعمرو سيبويه.
4) هو: محمد بن على بن شعيب، كانت له يد طولى فى علم النحو، و هو أول من وضع الفرائض على شكل المنبر. توفى سنة تسعين و خمسمائة. بغية الوعاة 1/ 180، 181.
5) انظر تخريج الأبيات فى كتاب: «أبو اليمن» 31.
6) أى: بدمشق.

الصفحة 272