كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

34 بالأنبار، فى سنة ستين من الهجرة، على النّصرانيّة، و كانت دينه و دين آبائه، ثم أسلم و حسن إسلامه، و كانت له حين أسلم ابنة بالغ، فأقامت على النّصرانيّة، فلمّا حضرتها الوفاة وصّت بما لها لديرة تنوخ بالأنبار.
و كان حسّان 1 يتكلّم و يقرأ و يكتب بالعربية و الفارسيّة و السّريانيّة، و لحق الدّولتين، فلمّا قلّد أبو العبّاس السّفّاح ربيعة الرّأى 2 القضاء بالأنبار، و هى إذ ذاك حضرته، أتى بكتب مكتوبة بالفارسيّة، فلم يحسن أن يقرأها، فطلب رجلا ديّنا ثقة يحسن قراءتها، فدلّ على حسّان بن سنان، فجاء به، فكان يقرأ له 3 الكتب بالفارسيّة، فلمّا اختبره و رضى مذهبه، استكتبه على جميع أمره.
و كان حسّان 4 قبل ذلك رأى أنس بن مالك، خادم النبىّ صلّى الله عليه و سلّم، و روى عنه، و لا نعلم 5 هل رأى غيره من الصّحابة أم لا؟
و مات جدّنا حسّان و له مائة سنة و عشرون سنة، رحمه الله تعالى.
***

645 - حسام الدّين التّوقاتىّ الرّومىّ المعروف بابن المدّاس *

كان رجلا عالما، محبّا للعلم، مواظبا على الاشتغال، و صنّف شرحا ل‍ «مائة» 6

1) تاريخ بغداد 8/ 260.
2) فى ط، ن: «الرازى»، و هو خطأ صوابه فى: س، و تاريخ بغداد، و هو ربيعة بن فروخ التيمى المدنى. و انظر ترجمته فى: تهذيب التهذيب 3/ 258، تاريخ بغداد 8/ 420.
3) تكملة من: س، و تاريخ بغداد.
4) تاريخ بغداد 8/ 260.
5) فى تاريخ بغداد: «يعلم»، بالبناء للمجهول.
*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 164، 165، الفوائد البهية 60، و فيه «المعروف بابن المدرس». و التوقاتى: نسبة إلى توقات، و هى بلدة فى أرض الروم بين قونية و سيواس. معجم البلدان 1/ 895. و فى ط: «المعروف بابن المراس»، و المثبت فى: س، ن، الشقائق. و قد أخل المصنف بالترتيب الهجائى فى إيراد هذه الترجمة بعد «حسان».
6) فى س: «على لامية» و فى ن: «للامية» و فى ط «للمائة»، و المثبت من الشقائق.

الصفحة 34