كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

56 فأبلس الظّهير، و لم يجد جوابا، و انصرف و قد انكسرت حرمته عند العزيز.
و شاعت هذه الحكاية بين العوامّ، و صارت تحكى فى الأسواق و المحافل، فكان مآل أمره أن انضوى إلى مدرسة الأمير الأسدىّ 1، يدرّس بها مذهب أبى حنيفة، إلى أن مات يوم الجمعة، سلخ ذى القعدة، سنة ثمان و تسعين و خمسمائة.
و كان مولده سنة ثمان و أربعين و خمسمائة.
قال فى «الدّرّ الثّمين» كان يحفظ فى التفسير «كتاب التفسير» لتاج القرّاء، و يحفظ فى الفقه «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن، و «الوجير» للغزّالىّ، و فى الكلام «نهاية الإقدام» للشّهرستانىّ، و فى اللغة «الجمهرة» لابن دريد، و فى النحو «الإيضاح» لأبى علىّ، و يحفظ عروض الصاحب ابن عبّاد، و يحفظ فى المنطق «أرجوزة ابن سينا».
و له من التّصانيف «تفسير»، وصل فيه إلى قوله تعالى: تِلْكَ اَلرُّسُلُ فَضَّلْناا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ 2 فى نحو مائتى ورقة إملاء، و شرح «الجمع 3 بين الصّحيحين» للحميدىّ، سمّاه «الحجّة» اختصره من كتاب «الإفصاح 4» للوزير يحيى ابن هبيرة، و زاد عليه أشياء، و «كتاب فى اختلاف الصحابة و التّابعين 5 و فقهاء الأمصار» لم يتمّه، و له «خطب»، و فصول وعظه 6 مشحونة بغريب اللغة، و «تنبيه البارعين على المنحوت من كلم العرب»، و له غير ذلك، رحمه الله تعالى، بمنّه و لطفه.
***

1) هو الأمير تركون، كما فى معجم الأدباء 8/ 107.
2) أى إلى أول الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم، الآية 253 من سورة البقرة.
3) فى ط، ن: «المجمع»، و الصواب فى: س.
4) تمام اسمه: «فى تفسير الصحاح» كما جاء فى معجم الأدباء.
5) ساقط من: س، و هو فى: ط، ن، و معجم الأدباء.
6) فى معجم الأدباء: «و فصول وعظية» على أنه كتاب له.

الصفحة 56