كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

61 له الحقّ، فاكترى مناديا ينادى: إنّ الحسن بن زياد استفتى فأخطأ فى كذا 1، فمن كان أفتاه الحسن فى شاء، فليرجع إليه. فما زال حتى وجد صاحب الفتوى، فأعلمه بالصّواب.
و روى عنه محمد بن شجاع، أنه قال، و قد سأله رجل: أكان زفر قيّاسا؟ ما قولك قيّاسا!! هذا كلام الجهّال، كان عالما.
فقال الرجل: أكان زفر نظر فى الكلام؟ فقال: ما أسخفك، تقول لأصحابنا نظروا فى الكلام، و هم بيوت الفقه و العلم، إنّما يقال نظر فى الكلام من لا عقل له، و هؤلاء كانوا أعلم بالله و بحدوده من أن يتكلّموا فى الكلام الذى تعنى، ما كان همّهم غير الفقه.
***

677 - حسن بن سلامة بن ساعد أبو علىّ الفقيه *

من أهل منبج 2، قدم بغداد، و استوطنها إلى حين وفاته.
تقدّم ولده أحمد 3، و يأتى ولده يحيى، و ولده علىّ، ثلاثة إخوة، علماء فضلاء.
تفقّه صاحب التّرجمة على قاضى القضاة الدّامغانىّ، حتى برع فى الفقه، و درّس، و شهد عند قاضى القضاة المذكور، و ولى القضاء بنهر عيسى 4، و سمع الشريف أبا نصر الزّينبىّ، و أبا طاهر أحمد بن الحسن الكرجىّ 5، و غيرهما.
و روى عنه أبو القاسم ابن عساكر، فى «معجم شيوخه»، و تفقّه عليه ابنه أحمد المذكور.

1) فى ن: «استفتى فى كذا فأخطأ»، و المثبت فى: س، ط.
*) ترجمته فى: الأنساب 542 ظ، 543 و، الجواهر المضية، برقم 449، اللباب 3/ 180.
2) منبج: مدينة كبيرة واسعة، بينها و بين الفرات ثلاثة فراسخ، و بينها و بين حلب عشرة فراسخ. معجم البلدان 4/ 651، 655.
3) فى الجزء الأول، برقم 176.
4) نهر عيسى: كورة و قرى كثيرة و عمل واسع فى غربى بغداد. معجم البلدان 4/ 842.
5) فى الأصول: «الكرخى»، و التصويب من الأنساب 477 ظ.

الصفحة 61