كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 3)

64 الثّمان، لا يفتر عن الاشتغال، و الإفادة و الاستفادة، و المطالعة و التّحرير، مع الدّين، و الورع، و التقوى، و القيام مع الحقّ، و مساعدة فقراء الطلبة، تارة بجاهه، و تارة بماله.
و هو كما قال الشاعر:

مولى إذا قصد الأنام نواله
يكفيهم منه مجرّد قصده

لا غرو أن فاق الأنام لأنّه
ورث المكارم عن أبيه و جدّه

و الثالث يقال له: أحمد چلبى 1، صار من أرباب الدّولة الكبار، و كتّابها 2 الأخيار، و له معرفة تامّة بعلم الموسيقى، حسن الأخلاق و المعاشرة، كريم النفس بما فى يده.
و هو كما قال الشاعر:

لا يألف الدّرهم المضروب صرّته
لكن يمرّ عليها و هو منصرف

***

679 - الحسن بن شرف، حسام الدّين التّبر يزىّ *

ناظم «البحار» فى الفقه.
ذكره ابن طولون في «الغرف العليّة»، و قال: ذكره المحبّ ابن الشّحنة فى أوائل شرحه على «الهداية» المسمّى ب‍ «نهاية النّهاية»، فقال: كان شيخنا يترجمه بالعلم و الفضل. يعنى به العلاّمة الشيخ بدر الدّين ابن سلامة الحنفىّ.
قال: و ذكر لى أنّه قرأ عليه «الكشّاف»، و غيره.
و من تأليفه «دامقة 3 المبتدعين» بالقاف، قال: و الدّامقة الضّربة التى تكسر السّنّ 4.
و كانت وفاته فى نيّف و سبعين و سبعمائة.
***

1) ترجمه المحبى فى خلاصة الأثر 1/ 181، و ذكر أن وفاته كانت سنة ثمان و تسعين و ألف. فهو على هذا من المعمّرين.
2) فى ن: «و كتابهم»، و المثبت فى: س، ط.
*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 2/ 98، كشف الظنون 1/ 729، 2/ 1866.
3) فى كشف الظنون: «دامغة»، و يصححه تقييد المصنف له بالقاف.
4) فى ط «الشئ»، و التصويب من: م، ن، و دمقه يدمقه دمقا: كسر أسنانه كدقمة. اللسان (د م ق) 10/ 103.

الصفحة 64