كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)

إلى الأمة المستامة (¬1).
• الخلاف في المسألة: منع قوم النظر إلى المخطوبة مطلقًا إلا لذي زوج أو رحم محرم منها، وأن وجهها وكفيها بمنزلة جسدها، فلا يجوز أن ينظر إليهما (¬2).
ونسبه الماوردي إلى المغربي (¬3) (¬4)؛ والعيني إلى يونس بن عبيد (¬5)، وإسماعيل بن عُليّة (¬6)، وقوم من أهل الحديث (¬7). وقال النووي: وحكى القاضي عن قوم كراهته (¬8).
• أدلة من منع النظر إلى المخطوبة مطلقًا:
1 - عن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة" (¬9).
2 - عن جرير بن عبد اللَّه (¬10) -رضي اللَّه عنه- قال: سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-عن نظر الفجأة،
¬__________
(¬1) "المغني" (9/ 489)، و"الحاوي" (11/ 53).
والأمة المستامة: هي الأمة المراد بيعها، فيأتي من يريد شراءها فينظر إليها، ويعرض مبلغًا لشراءها. انظر: "لسان العرب" (12/ 314)، و"النهاية في غريب الحديث" (2/ 382).
(¬2) انظر: "عيون المجالس" (3/ 1032)، و"شرح مسلم" للنووي (9/ 177)، و"عمدة القاري" (20/ 119).
(¬3) قال محقق "الحاوي" للماوردي: المغربي هو يحيى بن يحيى الليثي (234 هـ)، ناشر مذهب مالك بالأندلس والمغرب، ولم أجد في ترجمته من سماه بالمغربي. ولم أعرف المغربي الذي ذكره الماوردي.
(¬4) "الحاوي" (11/ 52).
(¬5) هو يونس بن عبيد، شيخ البصرة، من التابعين؛ رأى أنس بن مالك، وأخذ عن الحسن البصري وابن سيرين وطبقتهما، كان ذكيًّا حافظًا؛ قال: ما كتبت شيئًا قط. وكان إمامًا علمًا، وحافظًا مقدمًا، ومتقنًا محررًا، توفي سنة (139 هـ). انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" للشيرازي (ص 95)، و"شذرات الذهب" (1/ 207).
(¬6) هو أبو بشر إسماعيل ابن عُلَيَّة الأسدي، مولاهم، واسم أبيه إبراهيم بن مقسم، وعُليّة أمه، يعد من أفضل أهل زمانه في علم الحديث، قال الإمام أحمد: إليه المنتهى في التثبت. وقال ابن معين: كان ثقة ورعًا تقيًّا. وقال شعبة: ابن علية سيد المحدثين، توفي سنة (193 هـ). انظر ترجمته في: "تهذيب التهذيب" (1/ 241)، و"شذرات الذهب" (1/ 333).
(¬7) "عمدة القاري" (20/ 119).
(¬8) "شرح مسلم" (9/ 177).
(¬9) أخرجه أبو داود (2149) (2/ 246). والترمذي (2785) (4/ 355). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(¬10) هو جرير بن عبد اللَّه بن جابر البجلي، أسلم قبل وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأربعين يومًا، وكان حسن الصورة، قال =

الصفحة 105