كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)
الحنفية (¬1)، والمالكية (¬2).
ثانيًا: ما ذكره الجمهور من الاتفاق على أن الملاعنة تحرم على زوجها الذي لاعنها تحريمًا مؤبدًا، إن أكذب نفسه، وافق عليه أبو يوسف، وزفر، والحسن بن زياد (¬3) من الحنفية (¬4)، والمالكية (¬5).
• مستند الاتفاق:
1 - عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المتلاعنان إذا تفرقا لا يجتمعان" (¬6).
2 - قول عمر، وسهل بن سعد (¬7)، وعلي، وابن عباس، وابن مسعود: "مضت السنة في المتلاعنين أن يفرق بينهما، ثم لا يجتمعان أبدًا" (¬8).
• الخلاف في المسألة: أولًا: ذهب عثمان البتي (¬9) أن اللعان لا يتعلق به فرقة
¬__________
(¬1) "بدائع الصنائع" (5/ 53)، "فتح القدير" (4/ 288).
(¬2) "المعونة" (2/ 660)، "التفريع" (2/ 100).
(¬3) هو الحسن بن زياد اللؤلؤي، صاحب الإمام أبي حنيفة، أخذ عنه، وعن أبي يوسف، وزفر، وكان محبًّا للسنة واتباعها، ولي القضاء، وكان عالمًا بالروايات عن أبي حنيفة، توفي سنة (204 هـ). انظر ترجمته في: "الجواهر المضية" (2/ 56)، "تاج التراجم" (150).
(¬4) "بدائع الصنائع" (5/ 53)، "فتح القدير" (4/ 288).
(¬5) "المعونة" (2/ 660)، "التفريع" (2/ 100).
(¬6) أخرجه الدارقطني (3664) (3/ 192)، والبيهقي في "الكبرى" (7/ 409). وقال: إسناده صحيح.
(¬7) هو سهل بن سعد بن مالك الخزرجي، كان اسمه حزنًا، فسماه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سهلًا، شهد قضاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بين المتلاعنين، مات رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعمره خمس عشرة سنة، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، توفي سنة (91)، وقيل: (96 هـ). انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (2/ 575)، "الإصابة" (3/ 167).
(¬8) قول عمر: أخرجه البيهقي (7/ 410)، وقول سهل: أخرجه الدارقطني (3662) (3/ 192)، والبيهقي (7/ 410)، وقول علي وابن عباس: أخرجه الدارقطني (3665) (3/ 193)، والبيهقي (7/ 410)، وقول ابن مسعود: أخرجه الدارقطني (3666) (3/ 193)، وصحح الألباني هذه الآثار عن هؤلاء الصحابة إلا ما ورد عن علي؛ فإنه قال: ما ورد عن علي؛ فيه قيس بن الربيع، وهو ضعيف. لكن يشهد له ما قبله فإنها ثبتت بأسانيد صحيحة. انظر: "إرواء الغليل" (7/ 187 - 188).
(¬9) هو أبو عمرو عثمان بن مسلم البتي البصري، روى عن أنس، والشعبي، وأخذ عنه شعبة، والثوري، وحماد ابن سلمة، كان ثقة، له أحاديث، وكان صاحب رأي وفقه، توفي سنة (143 هـ). انظر ترجمته في: "تهذيب التهذيب" (7/ 153)، "الوافي بالوفيات" (3/ 225).