كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)

النساء، ولا يعتد بخلاف من خالف؛ للأسباب التالية:
1 - ليس هذا الخلاف بشيء؛ لأنه خرق للإجماع، وترك للسنة (¬1).
2 - قولهم: إن الواو جامعة؛ فقد قيل: لكن اللَّه تعالى خاطب العرب بأفصح اللغات، والعرب لا تدع أن تقول: تسعة، وتقول: اثنين وثلاثة وأربعة، وتستقبح كذلك من يقول: أعط فلانًا أربعة ستة ثمانية، ولا يقول: ثمانية عشر. وإنما الواو في هذا الموضع بدل؛ أي: انكحوا ثلاثًا بدلًا من مثنى، ورباع بدلًا من ثلاث، ولذلك عطف بالواو ولم يعطف بأو (¬2).
3 - معنى الآية: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى، وانكحوا ما طاب لكم من النساء ثلاث، وانكحوا ما طاب لكم من النساء رباع (¬3)، وهذا من أحسن الأدلة في الرد على الرافضة، لكونه من تفسير زين العابدين علي بن الحسين (¬4)، وهو من أئمتهم الذين يرجعون إلى قولهم، ويعتقدون عصمتهم (¬5).
4 - استدلالهم على ما ذهبوا إليه من إباحة أكثر من أربع بأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مات عن تسع، يُردّ بأن ذلك من خصائصه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كما خص بأن نساءه لا ينكحن بعده، وغير ذلك من الخصائص (¬6).

[11 - 61] ما يجمعه العبد من النساء:
يختلف العبد المملوك عن الحر في كثير من الأحكام، فيحدّ نصف حدّ الحر، وله تطليقتان، وعلى هذا قال الفقهاء: لا يجمع العبد أكثر من اثنتين من النساء في عقد
¬__________
(¬1) "المغني" (9/ 471)، "الجامع لأحكام القرآن" (5/ 17)، "البناية شرح الهداية" (4/ 555)، "مغني المحتاج" (4/ 298).
(¬2) "الجامع لأحكام القرآن" (5/ 17)، "عمدة القاري" (20/ 91).
(¬3) ذكره البخاري معلقًا (5105) (6/ 154).
(¬4) هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي، سمي زين العابدين لفرط عبادته، وكان مريضًا يوم قتل والده، فلم يتعرضوا له، أحد فقهاء المدينة، كان ورعًا دينًا، أُمه سلامة، وقيل: غزالة بنت يزدجرد، توفي سنة (94 هـ). انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" (ص 46)، "شذرات الذهب" (1/ 104).
(¬5) "فتح الباري" (9/ 169)، "عمدة القاري" (20/ 91).
(¬6) "الحاوي" (11/ 228)، "عمدة القاري" (20/ 91).

الصفحة 226