كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)
إذا سقى اللَّه صوب غادية ... فلا سقى أرض الكوفة المطرا
التاركين على طهر نساءهمو ... والناكحين بشطي دجلة البقرا
القول الثالث: إنه لفظ مشترك يأتي بمعنى العقد، ويأتي بمعنى الوطء، ولا يفهم المراد منه إلا بقرينة؛ فإذا قالوا: نكح فلان بنت فلان: أي عقد عليها، وإذا قالوا: نكح زوجته: لم يريدوا إلا الوطء (¬1). ومن هنا جاء في عبارات الفقهاء: وليس للمحرم نكاح زوجته، أي: وطئها.
• ويدل على هذا القول ما ذكره الفيروز أبادي (¬2)؛ حيث قال: "النكاح: الوطء، والعقد له" (¬3). وقال الزبيدي: "وكلام المصنَّف يدل على تساويهما" (¬4).
• وقال الفيومي (¬5): "وعلى هذا فيكون النَّكاح مجازًا في الوطء والعقد جميعًا؛ لأنه مأخوذ من غيره، فلا يستقيم القول بأنه حقيقة لا فيهما ولا في أحدهما، ويؤيده أنه لا يفهم العقد إلا بقرينة نحو: نكح في بني فلان، ولا يفهم الوطء إلا بقرينة نحو: نكح زوجته، وذلك من علامات المجاز؛ لأنه لا يفهم واحد من قسميه إلا بقرينة" (¬6).
• واستدل بعض الفقهاء (¬7) لهذا القول -كما سيأتي- بما نقل عن أبي القاسم
¬__________
= المصادر السابقة، وانظر: "طلبة الطلبة" (ص 124)، و"شرح الزرقاني على الموطأ" (3/ 124).
والصحيح أنهما لقيس بن عمرو المعروف بالنجاشي الحارثي. وقد نسبهما إليه كل من: المطرزي في "المغرب" (ص 466)، و"ابن قتيبة في الشعر والشعراء" (ص 209).
(¬1) "القاموس المحيط" (ص 314)، و"تاج العروس" (7/ 196)، و"المصباح المنير" (2/ 296).
(¬2) هو مجد الدين أبو الطاهر محمد بن يعقوب الفيروز أبادي اللغوي المشهور، شافعي المذهب، دخل شيراز والعراق والشام ومصر فأخذ عن علماء كل بلد، وظهرت فضائله، روى الكتب الستة، و"مسند أحمد"، وغيرها، من أشهر مصنفاته: "القاموس المحيط"، توفي في زبيد سنة (817 هـ) انظر في ترجمته: "شذرات الذهب" (7/ 126)، "البدر الطالع" (2/ 149).
(¬3) "القاموس المحيط" (ص 314).
(¬4) "تاج العروس شرح القاموس" (7/ 196).
(¬5) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الفيومي، ولد ونشأ بالفيوم في مصر، ورحل إلى حماة في سوريا، وكان خطيبًا في جامع الدهشة الذي بناه الملك المؤيد إسماعيل، اشتهر بكتابه "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" للرافعي، توفي سنة (707 هـ). انظر في ترجمته: "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" (1/ 314).
(¬6) "المصباح المنير" (2/ 296)، وانظر: "تاج العروس" (7/ 196).
(¬7) ما ذكر عن أهل اللغة في القول الثالث والقول الرابع، لم أجده في كتب اللغة المعتبرة، مثل =