كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)
الزجاجي (¬1)، حيث قال: "النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء والعقد جميعًا، وموضع "نكح" على هذا الترتيب في كلام العرب للزوم الشيء راكبًا عليه، هذا كلام العرب الصحيح".
• وبما نقل أيضًا عن أبي علي الفارسي (¬2) حيث قال: "فرقت العرب بينهما فرقًا لطيفًا؛ فإذا قالوا: نكح فلان فلانة، أرادوا تزوجها، وإذا قالوا: نكح امرأته أو زوجته لم يريدوا إلا الوطء؛ لأنه بذكر امرأته وزوجته يستغنى عن ذكر العقد" (¬3).
القول الرابع: إنه حقيقة في الجمع والضم والتداخل.
قال أبو عمر (¬4) غلام ثعلب: الذي حصّلناه عن ثعلب (¬5) عن الكوفيين، وعن المبرد (¬6) عن البصريين أنه الجمع. قال الشاعر:
¬__________
= "الصحاح" للجوهري، أو "القاموس المحيط"، أو "لسان العرب"، أو"تاج العروس"، أو غيرها من كتب اللغة، بل ذكر ذلك الفقهاء، فلا يكاد يخلو كتاب من كتب الفقه من ذكر كلام أهل اللغة في ذلك.
(¬1) هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، كان من أفاضل أهل النحو، صنف التصانيف النافعة؛ منها: كتاب "الجمل"، و"الإيضاح"، وكتاب "شرح خطبة أدب الكتاب" لابن قتيبة، وغير ذلك، توفي سنة (340 هـ). انظر في ترجمته: "نزهة الألباء في طبقات الأدباء" (ص 265)، و"شذرات الذهب" (2/ 357).
(¬2) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي، يعد من أكابر أئمة النحو، قالوا عنه: واحد زمانه في علم العربية. صنّف كتبًا كثيرة لم يسبق إلى مثلها؛ منها: كتاب "الإيضاح في النحو"، وكتاب "الحجة في علل القرآن"، وكتاب "المقصور والممدود"، وغير ذلك، توفي سنة (377 هـ).
انظر في ترجمته: "معجم الأدباء" (2/ 413)، "نزهة الألباء" (ص 274).
(¬3) "شرح النووي على مسلم" (9/ 145)، "تحرير ألفاظ التنبيه" للنووي (ص 249)، و"الإنصاف" للمرداوي (8/ 3)، و"المبدع" (6/ 81)، و"فتح الباري" (9/ 103)، و"نيل الأوطار" (6/ 211).
(¬4) هو أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، من أكابر أهل اللغة وأحفظهم لها، أخذ عن ثعلب، وكان يعرف بغلام ثعلب. كان ثقة صدوقًا عند أهل الحديث، من مصنفاته: "الياقوتة في اللغة"، و"رسالة في غريب القرآن"، و"غريب الحديث"؛ صنفه على "مسند أحمد"، توفي سنة (345 هـ) في بغداد. انظر في ترجمته: "نزهة الألباء" (ص 242)، و"معجم الأدباء" (5/ 369).
(¬5) هو أبو العباس ثعلب أحمد بن يحيى الشيباني، كان إمام الكوفيين في زمانه في النحو واللغة، ثقة دينًا مشهورًا بصدق اللهجة والمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، له "أمال" أملاها على أصحابه منها: في النحو، واللغة، والأدب، والأخبار، توفي سنة (291 هـ) في بغداد. انظر في ترجمته: "نزهة الألباء" (ص 202)، و"معجم الأدباء" (2/ 55).
(¬6) هو أبو العباس محمد بن يزيد الثمالي، المعروف بالمبرد، شيخ أهل النحو والعربية، وإليه انتهى علمها، =