كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)

أيها المنكح الثريا سهيلًا ... عمرك اللَّه كيف يجتمعان (¬1).
ومن وروده في الضم قولهم: تناكحت الأشجار؛ إذا انضم بعضها إلى بعض (¬2).
• قال الشاعر:
ضممت إلى صدري معطر صدرها ... كما نكحت أم الغلام حبيبها (¬3).
أي: كما ضمته.
• ومن وروده في الدخول قولهم: نكح النوم عينه، إذا غلبه، ونكحت الحصى أخفاف الإبل: إذا دخلت فيها (¬4). قال الشاعر:
أنكحت صمّ حصاها خف يعملة (¬5) ... تغشمرت (¬6) بي إليك السهل والجبلا (¬7)
• وقد أطنب الفقهاء في تناول معنى النكاح في اللغة، فلا يكاد يخلو كتاب من كتبهم من ذكر هذه الأقوال (¬8).
• ونقل المرداوي عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية قوله: "معناه في اللغة الجمع والضم على أتم الوجوه، فإن كان اجتماعًا بالأبدان فهو الإيلاج الذي ليس بعده غاية
¬__________
= كان حسن المحاضرة، مليح الأخبار، من مصنفاته: "المقتضَب"، و"الكامل" في اللغة، توفي سنة (285 هـ). انظر في ترجمته: "نزهة الألباء" (ص 193)، و"معجم الأدباء" (5/ 479).
(¬1) البيت لعمر بن أبي ربيعة. انظر "ديوانه" (ص 438). وفيه: (يلتقيان) بدلًا من (يجتمعان).
(¬2) "المصباح المنير" (2/ 296)، و"تاج العروس" (7/ 196).
(¬3) لم أجد من نسب هذا البيت إلى قائله.
(¬4) "لسان العرب" (2/ 625)، (626)، و"تهذيب اللغة" (4/ 102)، و"القاموس المحيط" (ص 314).
(¬5) اليعملة: بفتح الياء، هي الناقة المطبوعة على العمل. انظر: "شرح الزرقاني على الموطأ" (3/ 124).
(¬6) قال ابن فارس: الغشمرة: إتيان الأمر من غير تثبت، وهذه منحوتة من كلمتين: من الغشم والتشمر؛ لأنه يتشمر في الأمر غاشمًا. انظر: "معجم مقاييس اللغة" (4/ 439).
وعند الزرقاني في "شرح الموطأ" (3/ 124): التغشمر - بغين معجمة - الأخذ قهرًا. وانظر: "المغرب" للمطرزي (ص 466)، و"طلبة الطلبة" (ص 124).
(¬7) البيت للمتنبي. انظر "ديوانه" (ص 12).
(¬8) انظر مثلا: "المبسوط" (4/ 192)، و"فتح القدير" (3/ 185)، و"البحر الرائق" (3/ 82)، و"الذخيرة" للقرافي (4/ 188)، و"شرح الزرقاني على الموطأ" (3/ 124)، و"شرح مسلم" للنووي (9/ 145)، و"فتح الباري" (9/ 103)، و"مغني المحتاج" (4/ 200)، و"المغني" (9/ 339)، و"الإنصاف" (8/ 3)، و"المبدع" (6/ 81)، و"كشاف القناع" (5/ 5)، و"شرح منتهى الإرادات" (2/ 621).

الصفحة 78