كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)

أهلها، دل على أن الرجال والنساء والعبيد والإماء داخلون في عموم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ} [النور: 33] لا خلاف فيه) (¬1).
2 - ابن قدامة (620 هـ) حيث قال: (يصح مكاتبة الأمة، كما تصح مكاتبة العبد، لا خلاف بين أهل العلم فيه) (¬2).
• الموافقون على نفى الخلاف: ما ذكره ابن عبد البر، وابن قدامة من نفي الخلاف أن الأمة كالعبد في صحة المكاتبة، وافق عليه الحنفية (¬3)، والشافعية (¬4)، وابن حزم (¬5).
• مستند نفي الخلاف:
1 - قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} [النور: 33]. فالعبيد والإماء داخلون تحت عموم هذه الآية (¬6).
2 - عن عروة أن عائشة -رضي اللَّه عنها- أخبرته: أن بريرة جاءت عائشة تستعينها في كتابتها، ولم تكن قضت من كتابتها شيئًا، فقالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلك، فإن أحبوا أن أقضي عنك كاتبتك، ويكون ولاؤك لي، فذكرت ذلك بريرة لأهلها، فأبوا، وقالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل، ويكون لنا ولاؤك، فذكرت ذلك لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ابتاعي، فأعتقي، فإنما الولاء لمن أعتق" (¬7).
3 - أن جويرية بنت الحارث -رضي اللَّه عنها- (¬8) كاتبها ثابت بن قيس الأنصاري، فأتت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تستعينه في كتابتها، فأدى عنها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كتابتها، وتزوجها (¬9).
¬__________
(¬1) "الاستذكار" (7/ 350).
(¬2) "المغني" (14/ 531).
(¬3) "مختصر الطحاوي" (ص 384)، "بدائع الصنائع" (5/ 421).
(¬4) "شرح مسلم" للنووي (10/ 116).
(¬5) "المحلى" (8/ 219).
(¬6) "المغني" (14/ 531)، "الاستذكار (7/ 350).
(¬7) سبق تخريجه.
(¬8) هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية، كانت من سبايا غزوة بني المصطلق، سنة خمس، وقيل: سنة ست، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، واستعانت بالنبي، فأدى عنها وتزوجها، توفيت سنة (50)، وقيل: سنة (56).
انظر ترجمتها في: "أسد الغابة" (7/ 57)، "الإصابة" (8/ 72).
(¬9) أخرجه أبو داود (3931) (4/ 22)، قال الألباني: إسناده حسن. انظر: "إرواء الغليل" (5/ 38).

الصفحة 873