كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 3)

• أدلة هذا القول:
1 - عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: حدثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث اللَّه ملكًا يؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وشقي، أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح. . . " (¬1). فهذا نص على أن من أطوار خلق الجنين، العلقة، ثم المضغة، فيحكم بذلك (¬2).
2 - أن الدم المجتمع في الرحم إذا صار علقة خرج عن كونه من الدم الذي يلقيه الرحم من غير ولادة (¬3).
ثانيًا: ذهب الحنابلة في رواية (¬4)، إلى أن الأمة لا تصبح أم ولد لسيدها إلا إذا نفخت في الجنين الروح، وذلك بعد أن يكون للحمل أربعة أشهر، وقال به الشعبي (¬5).
• أدلة هذا القول:
1 - حديث عبد اللَّه بن مسعود المتقدم.
2 - أن ما دون أربعة أشهر، لا يغسل، ولا يصلى عليه، فلا تعتق بما دون أربعة أشهر (¬6).
ثالثًا: ذهب الإمام أحمد في رواية عنه (¬7)، إلى أنها تصبح أم ولد إذا تبين حملها، وإن لم تضع.
• دليل هذا القول: أنه يمنع من نقل ملكها، بسبب حملها، حتى يعلم ما في بطنها (¬8).
رابعًا: يحكم للأمة بأنها أم ولد، ولو طرحت سقطًا لم يتبين منه شيء، وهو قول الحسن البصري، وابن سيرين، والزهري (¬9).
• دليل هذا القول: عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أم الولد حرة،
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (3208) (4/ 94)، ومسلم (2643) "شرح النووي" (16/ 163).
(¬2) "الذخيرة" (11/ 339).
(¬3) "الذخيرة" (11/ 339).
(¬4) "الإنصاف" (7/ 490)، "الروايتين والوجهين" (3/ 129).
(¬5) "الإشراف" (2/ 214).
(¬6) "الروايتين والوجهين" (3/ 129).
(¬7) "الإنصاف" (7/ 490).
(¬8) "الإنصاف" (7/ 490).
(¬9) "الإشراف" (2/ 214).

الصفحة 897