كتاب حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (اسم الجزء: 3)

ووُجد أثرها به قُضي له، ومن طرد دابة من مزرعته، لم يضمن ما أفسدته، إلا أن يُدخلها مزرعة غيره، فإن اتصلت المزارع صبرَ ليرجع على ربها.
ولو قدر أن يُخرجها -وله مُنْصرَفُ غير المزارع- فتركها فهدر، كحطب على دابة خرق ثوب بصير عاقل يجد منحرفًا، وكذا لو كان مستدبرًا، فصاح به مُنَبِّهًا له، وإلا ضمن.
* * *

ـــــــــــــــــــــــــــــ
اسم "لا" والخبر محذوف؛ أيْ: ولا غيرها موجود، والرفع على أنها الخبر، والاسم محذوف؛ أيْ: ولا موجود غيرها، وتركيب "لا" مع "غير"، جائز خلافًا لابن هشام في بعض تآليفه (¬1) (¬2) وهو محجوج بما أثبته هو وغيره من الوارد عن العرب في شعرهم (¬3) ومنه قوله:
جَوابًا به تَنْجو اعْتَمِدْ فوَربَّنا ... لَعَنْ عَمَلٍ أسْلَفْتَ لا غَيْرُ تُسْأَلُ (¬4)
* قوله: (لم يضمن ما أفسدته) ظاهره ولو مع نخس أو تنفير.
* قوله: (إلا أن يدخلها مزرعة غيره) ظاهره ولو كانت مزرعة ربها.
¬__________
(¬1) في "أ": "تعاليقه" وأشار في هامش "ج" إلى نسخة "تعاليقه".
(¬2) مغني اللبيب (1/ 157).
(¬3) انظر: القاموس المحيط ص (582) مادة (غير)، حاشية الأمير على مغني اللبيب (1/ 136).
قال صاحب القاموس: "قيل: وقولهم (لا غير) لحن، وهو غير جيد؛ لأنه مسموح في قول الشاعر: جوابًا به تنجو. . . إلخ".
(¬4) لم أجد قائله. وانظر: شرح التسهيل (3/ 209)، القاموس المحيط ص (582) مادة (غير)، التصريح (2/ 50).

الصفحة 390