كتاب حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (اسم الجزء: 3)

أو مدةً ولو مجهولة، كـ: "من ردَّ لُقطتي"، أو: "بنى لي هذا الحائط"، أو: "أقرضني زَيدٌ (¬1) بجاهه ألفًا"، أو: "أذَّن بهذا المسجد شهرًا فله كذا"، أو: "من فعله من مديني، فهو برئ من كذا".
فمن بلغه قبل فعلِه استحقه به، وفي أثنائه فحصة تمامه إن أتمَّه. . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما إذا كان العمل (¬2) لأجنبي منها كمن ردَّ لقطة فلان، فهذا قيل بأنه ينعقد جعالة ومقتضاه أنه لا يكون جعالة على التصحيح من المذهب وإن قلنا بأنه يضمن ما التزمه من الجعل (¬3).
* قوله: (بجاهه ألفًا) الضمير عائد على (من) والمعنى: من كان جاهه سببًا في إقراض زيد لي ألفًا فله كذا.
* قوله: (أو أذن بهذا المسجد شهرًا) يؤخذ منه أن الجعالة تكون على (¬4) عمل يختص فاعله أن يكون من أهل القربة، فيضم ذلك إلى ما ذكروه مما تفارق فيه الإجارة الجعالة (¬5).
¬__________
(¬1) في "م": "زَيْدَ".
(¬2) سقط من: "أ".
(¬3) انظر: الفروع (4/ 445)، شرح المصنف (4/ 591)، حاشية المنتهى (ق 181/ ب).
(¬4) سقط من: "أ".
(¬5) انظر: المغني (8/ 325)، المبدع (5/ 269). وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه اللَّه- في كتابه إرشاد ذوي البصائر والألباب ص (137) فروقًا بين الإجارة والجعالة فقال: "والفرق بين الإجارة والجعالة من وجوه: أحدها: أن الإجارة عقد لازم، والجعالة عقد جائز.
ثانيها: أن الإجارة لابد أن يكون العمل معلومًا كالعوض، والجعالة قد يكون معلومًا كمن بنى لي هذا البيت فله كذا، وقد يكون مجهولًا، كمن ردَّ لقطتي فله كذا. =

الصفحة 438