كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 3)

مختلف في صُحبته انتهى كلام المزي، وفي "كتاب ابن عبد البر"، قال الواقدي: قتل يوم "مرج راهط" وقد سمع من النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها: قال سمعت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ، وَقَذْفٌ (¬١) "، ومنها: "استقيموا وبالحري إن استقمتم (¬٢) "، وعن الشيباني قال: لما وقعت الفتنة قال الناس: اقتدوا بهؤلاء الثلاثة: ربيعة بن عمرو، ويزيد بن نمران، ومروان الأرحبي. وفي "كتاب ابن الأثير": ربيعة بن الغاز، وقيل: ابن عمرو، والأول أكثر. وقال أبو نعيم الحافظ: ربيعة بن الغاز، ويقال: ابن عمرو جد هشام، وابنه الغاز، كان يُفْتِي الناس زمن معاوية.
وقال البخاري في "الكبير": ربيعة الجرشي يُعد في الشاميين، حدَّثني بشر بن حاتم، عن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبِي زَيْدٍ، عن مولى لعثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه- عن ربيعة الجرشي، وله صُحبة. وقال ابن حبان في كتاب "معرفة الصحابة": ربيعة بن عمرو الجرشي سكن الشام، حديثه عند أهلها.
وذكره في "الصحابة": الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر ابن أبي شيبة، والبزار، ومحمد بن أبي عمر العدني، والبغوي الكبير، وأبو القاسم الطبراني، وأبو منصور الباوردي، وابن منده، والدولابي، وفي موضع آخر: كان زبيريًّا، والبرقي في "تاريخه الصغير"، وأبو أحمد العسكري، وأبو القاسم البغوي، وأبو الفرج ابن الجوزي، وغيرهم.
وفي قول المزي: وقال الدارقطني: ربيعة الجرشي في صُحبته نظر، وربيعة بن عمرو الجرشي قتل براهط. قال: قال أبو القاسم: هما واحد نظر؛ لأني نظرت "سؤالات الحاكم" للدارقطني "الكبرى" و"الصغرى"، والبرقاني "الكبرى" و"الصغرى"، وحمزة والسلمي، وكتاب "الجرح والتعديل" عن
---------------
= تهذيب التهذيب ٣/ ٢٢٥.
(¬١) أخرجه الطبراني ٦/ ٦٨، رقم ٥٥٣٧، وابن عساكر ٣٤/ ٣٧٧. وأخرجه أيضًا: البزار كما في كشف الأستار ٤/ ١٤٥، رقم ٣٤٠٢. قال الهيثمي ٨/ ١١: فيه عمرو بن مجمع، وهو ضعيف.
(¬٢) أخرجه الطبراني ٥/ ٦٥، رقم ٤٥٩٦. وأخرجه أيضًا: أبو نعيم في المعرفة ٢/ ١٠٩٦، رقم ٢٧٦٦. قال المنذري ١/ ٩٨: رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة، وربيعة الجرشي مختلف في صحبته. وقال الهيثمي ١/ ٢٤١: رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.

الصفحة 40