كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 3)

-الذي لم يوفق من لم ينظر فيه- في باب السين: سليمان بن رزين، عن سالم بن عبد اللَّه، عن ابن المسيب، عن ابن عمر، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ (¬١) ". وقال لي ابن بَشَّار: ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن علقمة، عن رزين الأحمدي، عن ابن عمر، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال أبو أحمد وابن كثير، عن سليمان بن رزين قال وكيع مرة سليمان بن رزين الأحمدي، قم قال: رزين بن سليمان. وقال ابن المنذر: ثنا أنس بن عياش، سمع موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر: "لو فعله أحد وعمر حي لرجمهما"، وهذا أشهر ولا تقوم الحجة بسالم بن رزين، ولا برزين؛ لأنه لا يدري سَمَاعه من سالم، ولا من ابن عمر انتهى.
فهذا كما تَرَى كلام أبي عبد اللَّه مُخالف لما نقله المزي عنه في كثير من ألفاظه وأحكامه، مع إخلاله بأكثر قوله، قال: وقال محمد بن كثير، وأبو أحمد، عن سفيان. والبخاري إنما قال: وقال أبو أحمد يعني: الزبيري، عن ابن كثير، عن سليمان. وقال المزي: قال البخاري: ولا تقوم بهذا حُجة. والبخاري قد قدمنا قوله واستدلاله على عدم الحجة ما هو، واللَّه تعالى أعلم.
قال المزي وفي الأوهام:

١٧٦١ - رزين بن عبد الرحمن (¬٢)
وقع في رواية ابن العبد عن أبي داود - في رواية عقيل بن طلحة، عن أبي الخصيب قال أبو داود: رزين بن عبد الرحمن عن ابن عمر: "في قيام الليل". هكذا وقع عنده، وسائر الرواة عن أبي داود في هذا الحديث قالوا: قال أبو داود: أبو الخصيب زياد بن عبد الرحمن، وهذا هو الصحيح انتهى.
وفيه نظر، من حيث إن رواية ابن العبد ليست مُخالفة لرواية غيره، بل هي هي، كذا ألفيته في نُسْخَتين صحيحتين من رواية أبي الحسن بن العبد، إحديها بخط أبي منصور علي بن أبي علي بن محمد بن الحسين الحبراني، كتبها ورواه عن القاضي أبي محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن الأكفاني، عن ابن العبد، وعليها ساعات قديمة
---------------
(¬١) أخرجه النسائي ٦/ ١٤٩، رقم ٣٤١٥ وفي الحديث أن ابن عمر قال: سئل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الرجل يطلق امرأته ثلاثا فيتزوجها الرجل فيغلق الباب ويرخى الستر ثم يطلقها قبل أن يدخل بها. فذكره.
(¬٢) انظر: تهذيب الكمال للمزي ٩/ ١٩٠، تهذيب التهذيب ٣/ ٢٣٩.

الصفحة 54