كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

وقوله: لا يلحصون معناه لا يشددون, [ولا يستقصون والتلحيص، استقصاء بيان الشيء] 1 يقال: وقع فلان في لحاص: أي في شدة، وأنشد الفراء:
لم تلتَحِصْني حَيْصَ بَيصَ لَحَاصِ 2
__________
1 من: د.
2 اللسان، التاج: "لحص", وصدره: "قد كنت خراجًا ولوجًا صيرفًا" وعزي لأمية بن أبي عائذ الهذلي، وهو في شرح أشعار الهذليين: 491/ 2، وفي المقاييس: "بيص": 326/ 1, دون عزوٍ.
* "253" / وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عطاء أنه قال: "يُشعَثُ من سنا الحَرَم ما لم يقطع أصلًا"1.
حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَوَيْهِ، أنا ابن الجنيد، أخبرنا قتيبة أخبرنا حُمَيْدُ 2، بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّؤَاسِيُّ، عن محمد بن مسلم، عن مسلم بن ميمون، عن عطاء.
قوله: "يشعث" فسره بعض رواة هذا الخبر فقال: الشعث: نبت من نبات الحرم، فإن كان ما قاله محفوظا, فالتشعيث في أخذ الشعث, كالتشييح من أخذ الشيح، وإلا فهو من الشعث وهو التفرق والانتشار، يريد أن له أن يأخذ من السنا الذي في الحرم متفرقًا حتى يتركه أشعث، وليس له استئصاله فيتركه أمعر.
__________
1 الفائق: "شعث": 253/ 2, والنهاية: "شعت": 478/ 2.
2 في التقريب: 203/ 1: "حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف الرؤاسي، ذكره ابن حبان في: الثقات, مات بعد المائة".

الصفحة 131