كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عمر: "أنه دعا بإبل فَأَمَارَهَا"1.
حدثنيه محمد بن سعدويه، أخبرنا ابن الجنيد، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ مُسَاوِرٍ، أخبرنا جعفر بن سليمان، "255" / عن المعلى بن زياد.
قوله: أمارها: أي حَمَّلَهَا مِيرَة، وهي الطعام. يقال: مار الرجل أهله [يميرهم] 2 ميرًا.
ومنه قوله تعالى: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} 3.
قال الأصمعي: يقال: مار أهله وغارهم أيضًا، والاسم منه الغِيرة والمِيرة وأنشد للهذلي:
ماذا يغير ابنتي ربعٍ عويلهما ... لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا 4
ويذكر أن جارية من العرب خطبها رجلان: شاب وشيخ فقالت لها أمها: اختاري, فقالت: إن العيش مع الشباب فقالت: لا تفعلي، فإن الشيخ يَمِيرك والشاب يُغِيرك. تقول: إن الشيخ يطعمك ويحسن إليك, وإن الشاب يتزوج عليك.
يقال: أغار الرجل زوجته إذا تزوج عليها، من الغِيرة.
__________
1 الفائق: "مير": 398/ 3 والنهاية: "مير": 379/ 4.
2 ساقطة من: س.
3 سورة يوسف: 65.
4 شرح أشعار الهذليين: 671/ 2, والبيت لعبد بن مناف بن ربع الهذلي، وفي الشرح: أبو عمرو: إن عندهم طعامًا يغيرهم شتاءهم هذا: أي يعيشهم، والبؤسى: الضيق.

الصفحة 139