كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

قوله: مالًا مفترشًا، أي مغتصبًا, وأصل الفَرْش البسط، يريد مالًا قد انبسطت فيه الأيدي, وتناولته بغير حق, ومنه قولهم: افترش فلان عرض الناس, إذا استباح الوقيعة فيهم.
وقال أسد بن عبد الله لرجل من بني شيبان: "بلغني أن السؤدد فيكم رخيص، فقال: أما نحن فلا نُسَوِّد إلا من يُوْطِئُنَا رحله ويُفرِشُنَا عرضه، ويُخْدِمُنَا نفسه، ويبذل لنا ماله, فقال: إنه إذًا فيكم لعزيز"1.
ومن هذا قول عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود:
سَأُفرِش نفسي التي خُوِّلَت ... وأُوثِر نفسي على الوارثِ
أبادر إنفاق مستحمدٍ ... بماليَ أو عبث العابثِ
__________
1 ذكره ابن قتيبة في: عيون الأخبار: 226/ 1 بنحوه.
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عمر: "أنه كان يَسمُر مع جلسائه، فكاد السراج يخمد, فقام فأصلح الشَّعِيلة, وقال: قمت وأنا عمر, ورجعت وأنا عمر"1.
الشَّعِيلَة: الذُّبَالة.
__________
1 أخرجه أحمد في الزهد: 293 و 298, بألفاظ متقاربة بدون كلمة الشَّعِيلَةُ, وكذلك ابن سعد في: طبقاته: 399/ 5, وأبو نعيم في: الحلية: 332/ 5, وابن قتيبة في: عيون الأخبار: 264/ 1, وذكره ابن كثير في: البداية والنهاية: 203/ 9.

الصفحة 145